نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بروج تدعو السياح للتوقف عن سرقة الأحجار من الشوارع - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 09:25 صباحاً
في قلب بلجيكا، تقف مدينة بروج كتحفة معمارية من العصور الوسطى، حيث تتشابك القنوات الرومانسية مع الشوارع المرصوفة بالحجارة القديمة، لتُكوّن مشهدًا ساحرًا يأسر قلوب الزوار. لكن في ظل هذا الإعجاب المتزايد، تظهر مشكلة غير متوقعة تهدد جمالية المدينة وتراثها التاريخي. سرقة أحجار الرصف من الشوارع السياحية. السلطات المحلية لم تعد تحتمل هذه الظاهرة، وبدأت تدق ناقوس الخطر.
حثّ عضو مجلس المدينة فرانكي ديمون السياح بشدة على الكفّ عن نزع أحجار الرصف من شوارع بروج، واستخدامها كتذكارات شخصية أو هدايا. واعتبر هذا التصرف دليلًا على "عدم احترام قرون من التاريخ"، مؤكدًا أن هذه السرقات الصغيرة تُحدث أضرارًا كبيرة، سواء من الناحية الجمالية أو المالية.
ففي مناطق مشهورة مثل فيسماركت، مينواتر، القصر الكبير، ومتحف جروتثوس، تُفقد شهريًا ما بين 50 و70 حجر رصف. وتُعد هذه الأرقام صادمة بالنسبة لمدينة مُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث تُعامل كل حجر فيها كجزء لا يتجزأ من هوية المكان وروحه الثقافية.
إزالة حجر رصف واحد قد تبدو للبعض مسألة بسيطة، لكنها تُسبب ضررًا بالغًا في البنية التحتية للمدينة القديمة. ويؤكد مجلس المدينة أن كلفة إصلاح الضرر الناجم عن هذه الأفعال تصل إلى 200 يورو لكل متر مربع. أموال كان يمكن توجيهها لصيانة المواقع التاريخية أو تحسين تجربة الزوار، بدلًا من إصلاح التخريب غير المبرر.
وبحسب التقارير التي نشرت، فإن المدينة لا تطلب سوى الاحترام، وأن المشي في بروج يعني انتهاكًا لتاريخ عريق، لذا يرجى ترك هذه الأحجار في مكانها. كما أن الفجوات التي تخلفها الأحجار المفقودة لا تشكل خطرًا على المشاة فحسب، بل إن ردمها مرة أخرى يكلف حوالي مائتي يورو للمتر المربع.
وتعتبر هذه ليست المرة الأولى التي يُوبخ فيها السياح لتناولهم شيئًا لا يحق لهم تناوله، فقد سبق وأن فرضت السلطات في سردينيا مؤخرًا غرامة قدرها 3 آلاف يورو على السياح الذين يسرقون الرمال من الشواطئ. وفي الواقع قد أعلنت وجهات سياحية شهيرة حول العالم في السنوات الأخيرة عن قواعد للحد من السلوكيات السياحية غير المحترمة. كذلك هناك معركة أمستردام الطويلة مع الشغب، وأيضًا قواعد براغ بشأن الأزياء السخيفة، والحظر التام على السياح من حي الغيشا الشهير في كيوتو.
مع تزايد أعداد السياح سنويًا، تُواجه المدن التاريخية تحديًا متزايدًا في الحفاظ على تراثها. بروج، بمبانيها القوطية وقنواتها المائية الساحرة، ليست مجرد خلفية لصور إنستغرام، بل إرث حيّ يعود لقرون. والعبث بتفاصيلها، حتى وإن كان بدافع الإعجاب، يُعد خرقًا لحرمتها الثقافية.
وتدعو سلطات بروج الزوار إلى التفاعل مع المدينة باحترام وتقدير، وأن يُظهروا وعيًا بقيمة ما يشاهدونه. فذكريات الرحلة لا تُحفظ بأحجار مأخوذة خلسة، بل تُخلّد من خلال احترام المكان وتجربته كما هو.
0 تعليق