أُسدل الستار على أحد أكثر المواسم الكروية إثارة، إذ شهدنا سلسلة من المفاجآت البارزة في مختلف المسابقات المحلية والدولية.

أبرز هذه المفاجآت كانت ظهور أبطال جُدد على الساحة العالمية لم يسبق للقارات أن عرفتهم؛ نجحوا في كسر كل التوقعات وتركوا بصمتهم بإنجازات تاريخية.

اللافت في أبطال القارات الثلاث هذا الموسم ليس فقط كونهم جُدداً على ساحة الألقاب الكبرى، بل لأنهم أحرزوا هذه الألقاب تحت قيادة خليجية ناجحة وطموحة، استثمرت بذكاء في هذه الأندية، وقدمت كل السبل الممكنة للنجاح، فحصدت ثمار جهدها ليس على المستوى المحلي فقط، بل ترجمت جهودها إلى التتويج بالكؤوس الكبرى في كل قارة.

كانت البداية من آسيا، عندما حقق النادي الأهلي - جدة السعودي عودة رائعة من الظلمات إلى منصات التتويج، بعد أن عاش موسماً صعباً، وهبط من دوري روشن في موسم 2021-2022. لكنّ "الملكي" عاد بقوّة ليبسط سيطرته على القارة الآسيوية بالكامل.

تمكّن أهلي - جدة من تحقيق إنجاز تاريخي بالتغلب على منافسه الهلال السعودي في نصف النهائي، قبل أن يهزم كاواساكي فرونتال الياباني بثنائية نظيفة في المباراة النهائية، ليتوّج للمرّة الأولى بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة. هذا الإنجاز تحقق بفضل رؤية المدرب المميز يايسله، والدعم الكبير الذي وفّره رئيس النادي، السعودي خالد العيسى، لإعادة بناء الفريق واستعادة أمجاده.

ولم تمر سوى بضعة أسابيع حتى أعلنت قارة أوروبا تتويج بطل جديد بدوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى في تاريخه، وهو نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. النادي الذي عانى طويلاً من غياب الحظ، ولم ينجح في تحقيق هذا اللقب، رغم الاستثمارات الكبيرة والدعم المستمر من رئيسه القطري ناصر الخليفي.

لكن في هذا الموسم تحديداً، تمكن الخليفي من تحقيق حلمه أخيراً بتعيين المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي كان بمثابة المفتاح الذهبي لتحوّل الفريق. تحت قيادته، أصبح باريس سان جيرمان فريقاً متكاملاً، هيمن على الكرة الفرنسية، واستكمل مسيرته ليجتاح القارة الأوروبية.

أما في أفريقيا، فقد كان المشهد مشوّقاً أيضاً مع تتويج نادي بيراميدز المصري للمرّة الأولى بلقب دوري أبطال أفريقيا. النادي الذي تأسّس عام 2019 على يد المستشار تركي آل الشيخ قبل انتقال ملكيته للإماراتي سالم الشمسي، أظهر تطوّراً لافتاً منذ ظهوره على الساحة الكروية. وبعد مواجهة مثيرة مع ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي والفوز بمجموع المباراتين 3-2، كتب بيراميدز اسمه بين كبار القارة الأفريقية.

النجاحات الخليجية المتتالية تثبت جدواها وفاعليتها في دعم الرياضة على مستويات عدة. ومع تزايد الاستثمارات الخليجية في أندية جديدة حول العالم، قد نشهد قريباً المزيد من الأبطال الجُدد وتحوّلات جذرية تقود الرياضة العالمية إلى عصر جديد يعكس الريادة الخليجية.