كتبت.. آلاء محمدي

تخطو الطفلة أماليا منذر رياحنة خطواتها الأولى نحو الشاشة الصغيرة، وتشارك في المسلسل التاريخي الضخم "سيوف العرب"، ولم يكن دخولها لهذا المجال وليد الصدفة، ولكن جاء تتويجاً لشغف متجذر ورغبة حقيقية في خوض غمار الفن، بعيداً عن مجرد وراثة الموهبة من والدها النجم الأردني القدير منذر رياحنة.

أماليا منذر رياحنة في مسلسل "سيوف العرب"

تنتمي أماليا منذر رياحنة لعائلة فنية عريقة، حيث يعد والدها من أبرز وجوه الدراما العربية، وخاصة في الأعمال التاريخية والبدوية التي طبعت مسيرته الفنية، إلا أن قرارها بدخول عالم التمثيل لم يكن مجرد انعكاس لتأثير مباشر من الأب.

وهو خيار واعي نابع من حب أصيل وعميق للفن، تبلور لديها منذ نعومة أظفارها في بيئة فنية محاطة بالدراما من كل جانب، ونشأت أماليا في كواليس المسلسلات وأجواء التصوير، مما أكسبها حساسية فنية مبكرة وشجعها على استكشاف شغفها الخاص.

دور أماليا منذر رياحنة في مسلسل "سيوف العرب"

تجسد أماليا منذر رياحنة في مسلسل "سيوف العرب" شخصية تحمل قيمة تاريخية ورمزية كبيرة في الوجدان العربي والإسلامي تسمي خولة بنت الأزور في مرحلة طفولتها، وخولة المحاربة التي واجهت الجيوش بشجاعة نادرة ودونها التاريخ كرمز للبطولة النسائية والقوة والعزيمة، تمثل تحدياً فنياً كبيراً لأي ممثل، فما بالك بمن يخوض التجربة لأول مرة.

وهذا الاختيار الجريء لم يمنح أماليا مجرد فرصة تمثيلية، بل منحها انطلاقة قوية ومختلفة، تشير إلى طموحها في تقديم أدوار ذات قيمة ومعنى، وتجسيدها لهذه الشخصية في طفولتها يمثل بداية بطولية لأحد أبرز الرموز النسائية في التاريخ الإسلامي، ويسلط الضوء على نشأتها وكيف تكونت شخصيتها الأسطورية.

دور منذر رياحنة في حياة ابنته أماليا

كان لوالدها الفنان منذر رياحنة دوراً هاماً ليس في إجبارها على دخول المجال، بل في تقديم الدعم والتشجيع المطلق، وأكد رياحنة في تصريحات إعلامية سابقة فخره العميق بابنته، مشدداً على أنه لن يوجهها نحو التمثيل، بل سيكون سنداً لها في أي طريق تختاره بنفسها.

وحرص على مرافقتها خلال فترات التصوير ليمنحها الطمأنينة والثقة، دون أن يفرض عليها أياً من توجيهاته أو يتدخل في أدائها، مفسحاً لها المجال لتكتشف موهبتها وتصقلها بحرية تامة، وهذا الدعم الأبوي يجسد فهماً عميقاً للفن وأهمية الاستقلالية في بناء الشخصية الفنية.