في إنجاز علمي قد يُحدث نقلة نوعية في علاج تليّف الكبد، توصّل فريق بحثي من جامعة سندرلاند البريطانية بقيادة الدكتورة ماريا تيريزا بوريلو إلى علاج تجريبي جديد يستهدف المرض عند مصدره الجذري، دون الحاجة إلى عمليات زراعة الكبد المكلفة والمعقدة.

يعتمد العلاج على مركّبين دوائيين يقومان بتثبيط إنزيم يُعرف باسم HDAC6، والذي يُعدّ مفتاحًا رئيسيًا في: تنشيط الخلايا النجمية الكبدية المسؤولة عن إنتاج الكولاجين. وتنظيم الالتهاب والإجهاد الخلوي داخل الكبد.

ويُعدّ تراكم الكولاجين السبب المباشر في تكون النسيج الندبي الذي يقود إلى تليّف الكبد، أحد أكثر أمراض الكبد المزمنة خطورة وشيوعًا.

نتائج مشجعة.. وخطوة نحو علاج جذري

أظهرت التجارب المعملية انخفاضًا ملحوظًا في مؤشرات: الالتهاب والإجهاد الخلوي

ما يعني أن الدواء قد يوقف تطور التليف أو حتى يعكسه في مراحله الأولى، وهو ما اعتُبر أملًا حقيقيًا لمرضى غالبًا لا تُكتشف حالتهم إلا بعد فوات الأوان.

وقالت الدكتورة بوريلو: "إن قدرتنا على تعطيل إنزيم HDAC6 تعني أننا نستهدف مصدر المشكلة، وليس فقط الأعراض أو العواقب".

دعم طبي ورسمي واسع

رحّبت مؤسسة الكبد البريطانية بالاكتشاف، واعتبرته "خطوة مبشّرة" نحو علاج حالات لا تُكتشف إلا في مراحل متأخرة، حيث قالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، باميلا هيلي: "يعاني ملايين الأشخاص من تليّف الكبد دون علمهم. هذا البحث قد يُغيّر مستقبل التعامل مع المرض".

نُشرت الدراسة في مجلة The Febs Journal، ويخطط الفريق حاليًا للانتقال إلى التجارب السريرية، ما قد يُمهّد الطريق لتوفّر علاج فعّال لتليّف الكبد، وربما أمراض التهابية أخرى مثل بعض اضطرابات الجلد.

تليّف الكبد: القاتل الصامت يساهم في نحو 4% من الوفيات المبكرة عالميًا. وغالبًا لا يُكتشف إلا بعد تفاقم الحالة.

العلاج التقليدي يقتصر على زراعة الكبد أو تغييرات جذرية في نمط الحياة. ولكن العلاج الجديد قد يُعيد الأمل لملايين المرضى، ويوفر بديلًا حقيقيًا عن الزراعة، عبر استهداف المرض من جذوره لأول مرة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك