في وقتٍ كانت فيه الأجواء تميل إلى الاستقرار مع اقتراب فصل الصيف، استيقظ سكان مدينة الإسكندرية فجر السبت على عاصفة جوية عنيفة ومفاجئة، شملت أمطارًا رعدية غزيرة وتساقطًا للثلوج ورياحًا شديدة السرعة. وبينما عبّر كثيرون عن دهشتهم من التقلب المفاجئ في الطقس، خرجت هيئة الأرصاد الجوية المصرية لتؤكد أنها أصدرت التحذيرات مسبقًا، مشيرة إلى أن المفاجأة جاءت فقط من التوقيت غير المتوقع للحالة الجوية.

الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أوضحت في تصريحات إعلامية أن الهيئة لم تفاجأ بالحالة الجوية، بل قامت بإصدار تحذيرات رسمية قبل يومين من العاصفة، شملت تنبيهات واضحة بشأن أمطار رعدية متوقعة على السواحل الشمالية الغربية، ومن بينها محافظة الإسكندرية. وأشارت إلى أن ما أربك المواطنين هو أن مثل هذه الحالات الجوية لا تحدث غالبًا في أواخر مايو، حيث اعتاد الناس على أجواء أكثر استقرارًا مع اقتراب دخول الصيف.

والعاصفة التي اجتاحت الإسكندرية فجر السبت كانت استثنائية في قوتها وتوقيتها. الأمطار الغزيرة والرعدية، المصحوبة بتساقط غير مألوف للثلوج، ترافقت مع رياح وصلت سرعتها إلى أكثر من 50 كيلومترًا في الساعة، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة. وأكد شهود عيان أن بعض الشوارع غرقت جزئيًا نتيجة كثافة الأمطار، كما تأثرت حركة السير في عدد من المناطق الساحلية.

بينما أرجعت هيئة الأرصاد الجوية الحالة إلى اضطراب مؤقت في حركة المنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط، تساءل البعض إن كانت مثل هذه التقلبات المفاجئة تشير إلى مظاهر واضحة للتغير المناخي. فالإسكندرية، التي اعتادت على طقس أكثر هدوءًا في هذه الفترة من العام، شهدت خلال السنوات الأخيرة زيادة في عدد الحالات الجوية الشديدة، ما يدفع المختصين إلى دعوة المواطنين لمتابعة التحذيرات الجوية بشكل دوري وعدم الاستهانة بالتنبيهات، حتى في فصول يعتبرها البعض "مستقرة".

الرسالة التي تُكررها هيئة الأرصاد الجوية هي أن التغيرات الجوية لم تعد ترتبط بمواسم تقليدية كما في السابق، وأن الجاهزية والوعي أصبحتا ضروريين في مواجهة موجات الطقس المفاجئة. وعلى الرغم من أن الهيئة قامت بدورها في إصدار التنويهات، فإن التفاعل المجتمعي معها لا يزال يحتاج إلى مزيد من الوعي والانتباه، لتفادي المفاجآت والمخاطر المحتملة.