نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل لا يزال هناك آثار فرعونية لم تُكتشف في مصر؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 02:05 مساءً
رغم مرور أكثر من قرنين على بدء التنقيبات الأثرية في مصر، ورغم اكتشاف آلاف القطع الأثرية والمقابر والمعابد الفرعونية التي أدهشت العالم بعظمتها ودقتها، لا تزال أرض مصر تخبئ الكثير من الأسرار بين رمالها وصخورها. ولا تزال الإجابة على سؤال: "هل لا يزال هناك آثار فرعونية لم تُكتشف؟" تحمل طابعًا مؤكدًا بالإيجاب، بحسب ما يؤكده علماء الآثار والمختصون في تاريخ مصر القديمة. إذ تشير التقديرات العلمية إلى أن ما تم اكتشافه حتى اليوم لا يتجاوز 30% من التراث الأثري الفرعوني، مما يفتح الباب أمام اكتشافات قادمة قد تعيد كتابة أجزاء من التاريخ.
خريطة مصر الأثرية: كنوز مدفونة تنتظر الكشف
تتميز مصر بكونها واحدة من أكثر الدول تنوعًا في مواقعها الأثرية، من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق. فبالإضافة إلى المواقع الشهيرة مثل الجيزة والأقصر وأسوان وسقارة، هناك عشرات المواقع التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي، إما لصعوبة الوصول إليها أو بسبب نقص الموارد المخصصة للتنقيب.
وتُعد المناطق الصحراوية، خاصة في الواحات الغربية مثل سيوة والداخلة والفرافرة، من أبرز المناطق التي يُعتقد أنها تحتوي على مدافن ملكية أو معابد جنائزية لم يُكشف عنها بعد. كما أن الدلتا، رغم كثافة سكانها، تُخفي العديد من المواقع التي يرجّح أن تكون بقايا عواصم ومراكز دينية وإدارية من عصور مبكرة كالعصر العتيق وعصر الأسرات الوسطى.
ومع تطور أدوات الاستكشاف، خاصة تقنيات التصوير بالرادار تحت الأرض والمسح الجيوفيزيائي، بدأ علماء الآثار في تحديد مناطق جديدة يُحتمل وجود آثار فرعونية فيها، دون الحاجة إلى الحفر العشوائي الذي كان يُمارس في السابق. وقد أسفر هذا التطور عن اكتشافات مهمة خلال السنوات الماضية، مثل المدينة الذهبية المفقودة في الأقصر، التي وُصفت بأنها "أهم كشف منذ مقبرة توت عنخ آمون".
شواهد حديثة تؤكد وجود المزيد من الكنوز
الكشوفات الأثرية الحديثة التي تُعلن عنها وزارة السياحة والآثار المصرية بصورة دورية تؤكد أن مصر ما زالت غنية بالمفاجآت. ففي السنوات الأخيرة وحدها، تم اكتشاف عشرات المقابر والتماثيل والنصوص الهيروغليفية التي كانت مجهولة سابقًا، خاصة في مناطق مثل منطقة آثار سقارة، وتل الضبعة، وتونا الجبل، وأسيوط. وأبرز هذه الكشوفات كانت مقابر لكهنة ونبلاء في حالة حفظ مدهشة، وتماثيل لآلهة نادرة، فضلًا عن أدوات جنائزية تعكس تطور المعتقدات المصرية القديمة.
وقد أشاد علماء الآثار الأجانب بهذه الاكتشافات، مؤكدين أن مصر لا تزال تمثل أرضًا بكراً من حيث التنقيب. وفي تصريحات صحفية، قال الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري الشهير، إن هناك عشرات المقابر الملكية المفقودة التي لم يُعثر عليها بعد، مثل مقبرة الملكة نفرتيتي، ومقبرة الملكة عنخ إسن آمون، بالإضافة إلى بقايا محتملة لقصر أخناتون في تل العمارنة.
أهمية دعم الحفريات وحماية التراث
أمام هذا الكم الهائل من الإمكانات الأثرية، تتزايد الدعوات لدعم أعمال الحفريات والتنقيب الأثري من خلال توفير ميزانيات أكبر، وزيادة التعاون الدولي، وتدريب فرق أثرية محلية. كما تبرز أهمية حماية المواقع المكتشفة وغير المكتشفة من التعديات العمرانية أو السرقة، خصوصًا في ظل وجود سوق سوداء عالمية للآثار.
وتُعد جهود المجلس الأعلى للآثار في السنوات الأخيرة مشجعة في هذا الإطار، حيث أطلقت الوزارة برامج لدعم البعثات المصرية، كما شددت على أهمية تسجيل القطع المكتشفة إلكترونيًا لحمايتها من التهريب، وتمكين الباحثين من دراستها بشكل أعمق. وبفضل هذه الجهود، باتت مصر تستعيد دورها كمركز عالمي للاكتشافات الأثرية، حيث يتصدر كل كشف جديد العناوين العالمية ويعيد الاهتمام بتاريخ الفراعنة الذي لا ينضب.
0 تعليق