نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف أعالج نفسي من العصبية؟.. تعرف على أضرارها وحلولها - تكنو بلس, اليوم الخميس 5 يونيو 2025 08:34 صباحاً
العصبية هي حالة نفسية تؤثر على الإنسان بشكل كبير، حيث يمكن أن يظهر هذا التأثير في السلوك، والتفكير، وحتى العلاقات الاجتماعية.
تعد العصبية ظاهرة شائعة تواجه الكثير من الناس في حياتهم اليومية، ولكنها قد تصبح مشكلة عندما تتسبب في التوتر وتعطيل حياة الفرد. لذلك، يناقش هذا التقرير مفهوم العصبية، أسبابها، آثارها، وكيفية التعامل معها بشكل علمي.
تظهر الشخصية العصبية من خلال مجموعة من السمات التي تجعل الأفراد عرضة للتوتر والانفعال السريع. من بين صفات الشخصية العصبية:
ردود فعل مبالغ بها تجاه أحداث صغيرة. عدم تحمل الضغوط أو الانتظار. الشعور بالتوتر المستمر والقلق. التحدث بصوت عال أو استخدام لغة حادة في المواقف الاجتماعية. عدم القدرة على التفكير المنطقي في حالات الضغط.على سبيل المثال، قد تجد الشخص العصبي ينفعل بسرعة إذا تأخر موعد اجتماع بسيط أو عند مواجهة ازدحام مروري. هذه السلوكيات تدل بشكل واضح على نمط نفسي مرتبط بالعصبية.
هناك اختلاف بين العصبية كحالة مؤقتة وبين العصبية المزمنة التي قد تكون عرضا لاضطراب نفسي. وفقا لدراسات متنوعة في مجال الصحة النفسية، العصبية الزائدة قد ترتبط بأمراض مثل:
القلق العام. الاكتئاب. اضطرابات الهلع.على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام غالبا ما يكونون عرضة للعصبية المستمرة بسبب عدم القدرة على السيطرة على مخاوفهم. لذا، عند ملاحظة عصبية زائدة دون مبرر واضح، قد يكون من الضروري استشارة متخصص نفسي.
في كثير من الأحيان، يشعر الأفراد بالعصبية دون أسباب مباشرة واضحة. يمكن أن تنشأ هذه الحالة بسبب عوامل داخلية مثل:
التغيرات الهرمونية
يمكن أن تحدث بعض التغيرات الهرمونية للشخص، خاصة خلال فترات معينة مثل الحمل أو الحيض.
اضطرابات النوم
يؤدي نقص النوم إلى ضعف قدرة الجسم على التعامل مع الضغط.
سوء التغذية
الاضطرابات الغذائية مثل نقص المغنيسيوم أو فيتامينات المجموعة ب يمكن أن تؤدي إلى العصبية. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن نقص المغنيسيوم يمكن أن يزيد من العصبية بشكل كبير ويؤثر على صحة الدماغ. لذلك، قد تكون هذه العصبية مرتبطة بعوامل بيولوجية تحتاج إلى معالجة شاملة.
دور البيئة في زيادة العصبية
في بعض الحالات، تكون العصبية نتاجا للضغوط البيئية والاجتماعية. من أمثلة ذلك:
العمل في بيئة غير داعمة مليئة بالمنافسة. التعرض المستمر للأخبار السلبية من وسائل الإعلام. ضغوط الحياة اليومية مثل المشاكل المالية.على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب اتخاذ قرارات سريعة أو تحت ضغط الوقت غالبا ما يشعرون بالعصبية المفرطة. لذلك، التغيير في البيئة أحياناً يكون ضرورياً لتحسين الصحة النفسية.
النساء يواجهن العصبية الزائدة بمعدلات أعلى مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك إلى مجموعة متنوعة من الأسباب البيولوجية والاجتماعية. من أبرز أسباب العصبية الزائدة عند النساء:
التغيرات الهرمونية
خلال الدورة الشهرية والحمل يتعرض جسم المرأة لتغيرات هرمونية كبيرة تؤدي إلى زيادة الشعور بالتوتر والعصبية.
التحديات الاجتماعية
محاولة تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والعائلية تجعل النساء أكثر عرضة للعصبية الزائدة.
التوقعات العالية من المجتمع
تزيد التوقعات العالية من المجتمع الضغط النفسي على المرأة. على سبيل المثال، الضغط المجتمعي على النساء لتحقيق النجاح في المجالات المختلفة قد يؤدي إلى شعور دائم بالتوتر والحاجة إلى إثبات الذات.
الانهيار العصبي هو مرحلة متقدمة من العصبية، حيث يصبح الفرد غير قادر على التعامل مع الضغط النفسي والصدمات. تشمل العلامات الأكثر شيوعا:
فقدان القدرة على التركيز. الإحساس بالإرهاق النفسي والجسدي المستمر. نوبات من البكاء العشوائي. تجنب المواقف الاجتماعية. ظهور أفكار سلبية مثل الشعور بالعجز أو الفشل.وفقا لدراسات نفسية، الانهيار العصبي غالبا ما يكون استجابة لفترات طويلة من الضغط النفسي دون توفر الدعم الكافي. لذلك، من الضروري فهم هذه العلامات واتخاذ خطوات لعلاج المشكلة قبل أن تتفاقم.
للعصبية آثار سلبية لا تقتصر فقط على الصحة النفسية، بل تمتد أيضا إلى الصحة الجسدية. ومن بين أضرار العصبية ما يلي:
ارتفاع ضغط الدم
تؤدي العصبية إلى ارتفاع ضغط الدم الذي قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.
التأثير على المناعة
يمكن أن تتسبب العصبية في ضعف جهاز المناعة، مما يعرض الجسم للعدوى.
مشاكل الهضم
قد تؤدي العصبية إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل القرح المعدية.
الأرق
تتسبب العصبية الزائدة في صعوبة النوم، مما يؤدي إلى انخفاض الطاقة.
الصداع المتكرر
الأشخاص الذين يعانون من العصبية المزمنة غالبا ما يشتكون من صداع متكرر وآلام في الرقبة والكتفين بسبب التوتر العضلي.
التعامل مع العصبية يتطلب نهجا شاملا يعالج الأسباب النفسية والجسدية. من أهم الطرق التي يمكن للفرد تطبيقها لمساعدته على علاج العصبية والنزفرة هي:
ممارسة التأمل والتنفس العميق
يساعد التأمل في تنظيم ضربات القلب وتقليل الشعور بالتوتر. هذا ما أظهرته دراسة أجريت في جامعة هارفارد، والتي أشارت إلى أن ممارسة التأمل لمدة 10 دقائق يوميا يمكن أن تؤدي إلى تحسين ملحوظ في القدرة على التحكم في الانفعالات العصبية.
ممارسة الرياضة
تساعد الرياضة مثل المشي أو اليوغا على تقليل التوتر وتحسين المزاج.
اتباع نظام غذائي صحي
تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم وأوميغا 3 مثل السبانخ والأسماك يساعد على تحسين وظائف الدماغ.
طلب الدعم النفسي
إذا كانت العصبية مرتبطة بمشاكل نفسية، لا بد من زيارة طبيب نفسي مختص.
تنظيم الوقت
تقليل الضغط الناتج عن المهام اليومية عبر التخطيط المسبق.
دور المجتمع
يلغب المجتمع دورا حيويا في تقليل العصبية لدى الأفراد، من خلال:
تقديم الدعم العاطفي من الأصدقاء والعائلة. تشجيع الأفراد على التحدث حول مشكلاتهم النفسية دون خوف. خلق بيئة إيجابية خالية من الضغوط المفرطة.في النهاية، العصبية ليست مجرد رد فعل عاطفي، بل هي حالة قد تعكس أبعادا نفسية وجسدية عميقة. فهم أسباب العصبية واتخاذ خطوات للعلاج يمكن أن يؤدي إلى تحسين واضح في جودة الحياة، مما يجعل الفرد قادرا على التعامل مع الضغوط بفعالية أكبر. الاحتفاظ بعادات صحية وتكوين بيئة داعمة يظل من أهم وسائل مواجهة العصبية.
0 تعليق