أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن خطة إسرائيل لتقديم مساعدات إلى سكان غزة لم تُجد نفعاً، فمن غير الممكن استئناف المساعدات الإنسانية الكافية إلا بانتهاء الحرب في القطاع.

وحثت الصحيفة - في افتتاحيتها - إسرائيل على وقف القصف، والعودة إلى وقف إطلاق النار لضمان إطلاق سراح الرهائن المتبقين، موضحة أنه حينها، ستُتاح الفرصة لتدفق للمساعدات إلى غزة بحرية من جديد.

وذكرت أن "معاناة غزة مستمرة منذ فترة طويلة- أكثر من 19 شهرا- لدرجة أن أي قدر من المساعدات الإنسانية إلى القطاع يجب أن يكون موضع ترحيب. لكن الاستجابة للجوع والحرمان المستشريين في غزة كانت ضئيلة للغاية. وقد أظهرت الفوضى التي أحاطت بإطلاق آلية جديدة لتوزيع المساعدات هذا الأسبوع، يُسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، مع اقتحام حشود جائعة للموقع، مدى يأس سكان غزة".

وأكدت الصحيفة أن "هذه الآلية غير كافية لأنها لا تتطلب سوى أربعة مراكز توزيع لتقديم المساعدات لنحو مليوني غزي. وتقول إسرائيل إن مركزين يعملان حتى الآن (لم يجد الصحفيون أمس الأول الثلاثاء سوى مركز واحد)".

وبحسب الصحيفة: "أعلنت إسرائيل أنها سترسل حوالي 100 شاحنة إلى غزة يوميا، خمسة أيام في الأسبوع.. وقبل الحرب، كان ما يصل إلى 500 شاحنة تنقل المساعدات إلى غزة يوميا تقريبا، أي حوالي 10 آلاف شاحنة شهريا، وكانت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى تنقل الغذاء إلى مئات مراكز التوزيع حول القطاع".

ولفتت إلى أن "إسرائيل تهدف إلى حصر مراكز توزيعها في الجزء الجنوبي من القطاع، مما يعني أن الفلسطينيين الجائعين في شمال غزة سيضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إليها. ويخشى السكان أن تكون الفكرة هي تهجيرهم قسرا، ربما تمهيدا لطردهم من غزة في نهاية المطاف - وهو أمر طالما دعا إليه المتطرفون الإسرائيليون". 

ورأت الصحيفة أن "خطة المساعدات لن تنجح على المدى البعيد. فحتى لو نجحت وفقا لمعايير إسرائيل - أي تقديم حد أدنى من المساعدات لسكان غزة في ظل رقابة مشددة - فإنها ستُهجر ما يقرب من مليوني فلسطيني أُجبروا بالفعل على النزوح بسبب القصف المستمر.. وقد وعدت إسرائيل سابقا بالانسحاب من معظم غزة كجزء من وقف إطلاق نار سابق قصير الأمد، لكنها الآن تبدو عازمة على احتلال غزة مرة أخرى".

وفي ختام افتتاحيتها، أكدت الصحيفة أن "إسرائيل تواجه موجة متزايدة من الانتقادات من حلفائها، بما في ذلك بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالبها بإنهاء الحرب، كما يشهد الرأي العام الإسرائيلي تحولا ضد استمرار القتال.. ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا الضغط سيُؤثر على نتنياهو"، مشددة على أن "حلفاء إسرائيل ومواطنيها مُحقون، إذ يجب عليها وقف القصف، والعودة إلى وقف إطلاق النار لتتاح الفرصة حينها لتدفق المساعدات إلى غزة بحرية مرة أخرى".