نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السلام بين إسرائيل ولبنان ممكن: حفظة السلام يمكنهم أن يساعدوا - تكنو بلس, اليوم الخميس 29 مايو 2025 06:26 مساءً
الجنرال أرولدو لازارو
رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام
في عام 2006، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 1701 لإنهاء النزاع في صيف ذلك العام وتوضيح الالتزامات التي قطعتها الدولتان لرسم مسارٍ لوقف إطلاق نارٍ دائم. كما عزّز القرار اليونيفيل في مجال دعم ومراقبة تنفيذ تلك الالتزامات وتقديم تقارير عنها. ثم شهد جنوب لبنان أطول فترةٍ بدون نزاع مفتوح ممتد في الذاكرة الحديثة.
تغيّر كل ذلك في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عندما قادت حماس هجوماً مروعاً على إسرائيل. حزب الله، وبعدما أعلن تضامنه مع غزة، هاجم الأراضي التي تحتلّها إسرائيل بالصواريخ والمدفعية، مما أدى إلى تصعيدٍ سريع. دخلت المنطقة في نزاعٍ استمر خمسة عشر شهراً مما أدى إلى نزوحٍ كبير ووفيّات وفقدان سبل العيش، وفي لبنان، دمار واسع النطاق على طول الخط الأزرق الذي يفصل لبنان عن إسرائيل.
طوال هذه الفترة العصيبة، ظلّ حفظة السلام التابعون لليونيفيل على اتصالٍ بالسلطات في كل من لبنان وإسرائيل - لتهدئة الأوضاع قدر الإمكان، وتخفيف المخاطر على المدنيين، وتجنّب أي سوء فهم يؤجج النزاع. طلب الجيش الإسرائيلي من جنود حفظ السلام مغادرة مواقعهم بالقرب من الخط الأزرق قبل توغّلاته البرية. اتخذنا قراراً مبدئياً بالبقاء، لأننا كجنود حفظ سلام كنّا نعلم أن لدينا مسؤولية التواجد - لمواصلة حثّ الجانبين على ضبط النفس، وحماية المدنيين في الحالات القصوى التي لا تقدر فيها السلطات المحليّة على ذلك، ولتسجيل الاحداث بشكل حيادي.
اليوم الدولي لجنود حفظة السلام (أحمد منتش)
منذ التفاهم حول وقف الأعمال العدائية الذي أعلنته الولايات المتحدة وفرنسا في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، يسود استقرار هشّ. لا زلنا نشهد انتهاكات جوية وضربات عنيفة شبه يومية من قبل القوات الإسرائيلية، التي تواصل أيضاً احتلال أراضٍ في جنوب لبنان بشكلٍ غير قانوني، منتهكةً بذلك السيادة اللبنانية والقرار 1701. تواصل اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، بالتعاون مع الآلية المنشأة بموجب اتفاق وقف الأعمال العدائية، الكشف عن أسلحة وبنية تحتيّة تابعة لحزب الله وجماعات مسلحة أخرى غير حكوميّة، وهو دليل على أن جنوب لبنان لم يخلُ بعد من الأسلحة غير المصرّح بها كما ينص القرار 1701. تراقب قوات حفظ السلام كل هذا وتبلغ عنه إلى مجلس الأمن، بجديّة وحياديّة.
يزعم كل من لبنان وإسرائيل أن القرار 1701 لا يزال الإطار الأكثر قابلية للتطبيق لتحقيق سلامٍ طويل الأمد. لو تحققت مبادئه، لما كان هناك سبب للأعمال العدائية. لكن تحقيق الرؤية التي يحددها القرار 1701 يعتمد على إرادة لبنان وإسرائيل.
حفظ السلام ليس حلاً في ذاته، ولكنه جسر. إنه يخلق الظروف لإجراء حوار هادف، ولترسيخ الدبلوماسية، وبناء الثقة، والمراقبة المحايدة. في جنوب لبنان، لا تزال المخاطر كبيرة. فبينما يصمد وقف الأعمال العدائية إلى حدّ كبير، وقد أُحرز بعض التقدّم في تفكيك البنية التحتيّة لحزب الله في جنوب لبنان، لا تزال التوترات على طول الخط الأزرق قائمة. وكذلك، لا يزال عزمنا قائماً. لقد تكيّفت اليونيفيل بسرعة مع المشهد السياسي والأمني المتغيّر لتعزيز وضعيتنا، وعملياتنا الداعمة للجيش اللبناني، ورصدنا لانتهاكات القرار 1701. لكن انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي التي تحتلها، وإعادة الانتشار الكامل للجيش اللبناني، وإزالة الأسلحة غير المصرّح بها والجماعات المسلحة من جنوب لبنان، هي شروط أساسية ضرورية لعودة الاستقرار. إنها مسؤولية الأطراف، واليونيفيل ليست مُكلّفة بتنفيذ التزامات تلك الأطراف.
لقد شهدنا العديد من المنعطفات على طريق السلام الدائم. لكننا لا نفقد الأمل. نعتقد أنه بدعم وإرادة سياسية من كلا الجانبين، يمكن تحقيق الاستقرار بين إسرائيل ولبنان.
وبينما نحتفل باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في 29 أيار/ مايو، فإننا نضاعف جهودنا - دعماً للبنان وإسرائيل، ودعماً للقرار 1701، ودعماً لمستقبل سلمي ومزدهر لجميع المدنيين على طول الخط الأزرق وفي المنطقة الأوسع.
0 تعليق