شهدت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم الخميس، حادثًا أمنيًا خطيرًا تمثل في انفجار مبنى مفخخ أدى إلى انهياره فوق قوة من لواء جولاني التابع للجيش الإسرائيلي.
أسفر الحادث الذي وقع في رفح عن مقتل أربعة جنود، بينهم ضابط برتبة رائد، وإصابة سبعة آخرين، خمسة منهم في حالة خطيرة. تم نقل المصابين بواسطة مروحيات إلى مستشفيات إسرائيلية لتلقي العلاج.
ووفقًا لتحقيقات أولية، فإن القوة الإسرائيلية قامت بإلقاء قنبلة داخل المبنى المكون من ثلاثة طوابق في حي الشابورة في مدينة رفح، بهدف تدمير أي أفخاخ محتملة. 
وبعد عدم حدوث انفجار، دخل الجنود المبنى، مما أدى إلى انفجاره وانهياره عليهم. 
وقد تبنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤولية التفجير، مؤكدة أنها فجرت المبنى بعد تحصن القوة الإسرائيلية بداخله، واستهدفت محيطه بقذائف الهاون فور وصول فرق الإنقاذ.

تعتيم إعلامي إسرائيلي على حادث رفح وفرض رقابة مشددة

فرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرًا على نشر تفاصيل حادث تفجير مبنى في مدينة رفح، مما أثار تساؤلات حول حجم الخسائر الحقيقية. ورغم ذلك، تسربت معلومات عبر وسائل إعلام إسرائيلية تشير إلى أن الحادث يُعد من أكثر الهجمات دموية منذ بدء العمليات البرية في غزة. 
وقد ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى 650 جنديًا منذ السابع من أكتوبر الماضي، بينهم 298 منذ بدء التوغل البري.

ردود فعل دولية ومخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية

في سياق متصل، أعربت مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي عن قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة، محذرة من أن القطاع على حافة المجاعة. 
ودعت إلى رفع الحصار الإسرائيلي فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق. 
كما أكدت رفض الاتحاد الأوروبي لأي تغييرات جغرافية أو ديموغرافية في غزة، مشددة على ضرورة وقف العمليات العسكرية التي تزيد من معاناة المدنيين.

استمرار التصعيد وغياب أفق الحل السياسي

يأتي هذا التصعيد في ظل غياب أفق لحل سياسي ينهي الصراع المستمر منذ أشهر، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. 
ومع استمرار العمليات العسكرية وسقوط المزيد من الضحايا، تتزايد الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف النزيف الإنساني في غزة.