رد إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، على اتهام شركة "أوبن إيه آي" بأنه يشن حملة "شعواء" ضدها بهدف الإضرار بشركتها الناشئة. جاء الرد في مستند قانوني قدّمه محامو ماسك إلى المحكمة مساء الثلاثاء، حيث طلبوا من القاضي تجاهل مزاعم الشركة التي تقول إن ماسك استخدم الدعاوى القضائية والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والانتقادات في الإعلام كأداة لتقويض نجاح "أوبن إيه آي"، من أجل تعزيز مصالح شركته الخاصة "إكس إيه آي" (xAI)، التي أسسها ماسك.

ويأتي هذا الرد في وقت حساس بعد أن أعلنت "أوبن إيه آي" عن تراجعها عن خطة إعادة الهيكلة التي كانت تهدف إلى التحول إلى شركة ربحية، وهو ما اعتبره ماسك، إلى جانب عدد من الموظفين السابقين والأكاديميين، خطوة بعيدة عن الأهداف الخيرية التي كان من المفترض أن تسير عليها الشركة الناشئة.

خطة إعادة الهيكلة ورفض ماسك للتحول إلى شركة ربحية

في وقت سابق، أعلنت "أوبن إيه آي" عن خطة إعادة هيكلة تهدف إلى تحويل قسمها الربحي إلى شركة منفعة عامة، مع الحفاظ على هيكل الكيان غير الهادف للربح. رغم أن هذه الخطة تبدو محاولة للحفاظ على التوازن بين النشاط التجاري والمهمة الإنسانية للشركة، إلا أن محامي ماسك، مارك توبيروف، صرح بأن الاقتراح "لن يُغير أي شيء" في أهداف ماسك الاستراتيجية. واعتبر أن خطة "أوبن إيه آي" مجرد محاولة للاحتفاظ بالشكل الخارجي للشركة دون تغيير حقيقي في الأهداف، متهماً سام ألتمان، المدير التنفيذي لـ "أوبن إيه آي"، بالسعي لتحقيق مكاسب مالية من خلال تحويل الشركة إلى كيانات ربحية.

ويواصل النزاع القضائي بين ماسك وألتمان على خلفية هذا التحول، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات في قضايا قانونية معقدة تتعلق بمستقبل الشركة.

النزاع القضائي بين ماسك وألتمان

تستمر المحاكم في متابعة النزاع القضائي بين ماسك وشركة "أوبن إيه آي"، الذي بدأ في العام الماضي عندما اتهم ماسك الشركة بانتهاك مهمتها الأصلية بصفتها منظمة غير ربحية. واتهم ماسك الشركة أيضًا بتلقي تمويل بمليارات الدولارات من شركة "مايكروسوفت" بدءًا من عام 2019، بعد مغادرته مجلس إدارة "أوبن إيه آي". وفي العام نفسه، أسس ماسك شركته الجديدة "إكس إيه آي"، التي أصبحت منافسة لـ "أوبن إيه آي" في مجال الذكاء الاصطناعي.

من جانبها، رفعت "أوبن إيه آي" دعوى مضادة في أبريل 2025، حيث زعمت أن ماسك يحاول الإضرار بمطور "تشات جي بي تي" وتقويض علاقاتها مع المستثمرين والعملاء. وقال محامو "أوبن إيه آي" إن ماسك يستخدم كل الوسائل المتاحة لتقويض الشركة.

ومن المتوقع أن تكون الجلسة المقبلة في المحكمة في مارس 2025، حيث سيقوم القاضي بالنظر في الطعن الذي قدمه ماسك على خطط "أوبن إيه آي" لإعادة هيكلة الشركة، ما قد يفتح بابًا لنزاع قانوني معقد بين المليارديرين.

حرب قانونية مستمرة بين ماسك و"أوبن إيه آي"

يُظهر هذا النزاع المستمر بين إيلون ماسك و"أوبن إيه آي" حربًا قانونية غير مسبوقة على مستقبل أحد أكبر الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. ومن الواضح أن ماسك يرى في التحول إلى شركة ربحية تهديدًا للقيم التي تأسست من أجلها "أوبن إيه آي"، بينما يعتبر ألتمان أن الخطوات التي يتخذها ضرورية لضمان استمرار النمو والتوسع في مجال التكنولوجيا. يبقى أن ننتظر المزيد من التطورات في هذا النزاع القضائي الذي سيحدد بشكل كبير مستقبل العلاقة بين الطرفين وأثره على صناعة الذكاء الاصطناعي.