بعيداً من الحمل والدورة الشهرية والبلوغ... تأثير الإستروجين على دماغك أكبر ممّا تتصورين! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعيداً من الحمل والدورة الشهرية والبلوغ... تأثير الإستروجين على دماغك أكبر ممّا تتصورين! - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 09:26 صباحاً

الإستروجين هو هرمون ينتج في مبيض المرأة ويُعد من أهم الهرمونات في حياتها، لأنه يؤثر في كل مراحل نموها، مثل مرحلة البلوغ والدورة الشهرية والحمل. لكن مع تطوير الأبحاث في مجال الصحة النفسية والذهنية والرفاه، بدأت تظهر وظائف وتأثيرات أخرى للإستروجين، بعيداً من الجانب الجسدي المتعارف عليه... إنّما على الدماغ.

"هرمون الإستروجين يرتبط أيضاً بالصحة النفسية للمرأة، وله أدوار عديدة"، تؤكد الدكتورة كارول سعادة رياشي المتخصصة بأمراض الغدد والأستاذة المحاضرة في جامعة القديس يوسف. فالدور النفسي الأول للإستروجين هو تحسين المزاج، إذ يؤثر على الدماغ ويحافظ على التوازن النفسي والعاطفي لدى المرأة. وفيما يُسمى السيروتونين هرمون السعادة، يشارك هرمون الإستروجين أيضاً في توفير الشعور بالسعادة هذا عبر تحسين المزاج وتخفيف القلق والاكتئاب، ويساهم إيجاباً في عمل الدوبامين المسؤول عن المتعة والتحفيز. 

إلى ذلك، يعمل هرمون الإستروجين كعامل وقائي ضد أعراض الاكتئاب، بحسب رياشي. فعندما ينخفض مستوى هذا الهرمون لدى المرأة، تشعر بالاكتئاب، مثل فترات ما قبل الدورة الشهرية وما بعد الولادة وانقطاع الطمث.

أمّا الدور الثالث للإستروجين، فهو تحسين النوم، إذ ينظم النوم ويساهم إيجاباً في عمل الميلاتونين، ليصبح النوم أعمق وبجودة أعلى. لذلك، فإنّ انخفاضه قد يؤدي إلى الأرق والاستيقاظ الليلي.

ويكمن الدور الرابع للإستروجين، وفق رياشي، بتأثيره على الذاكرة وعلى الوظائف الدماغية والإدراكية. فهو يدعم الذاكرة القصيرة والبعيدة، كما يعزز التركيز والتنبه والمرونة المعرفية.
 فهل هذا يعني أنّ عليها أن تعزّز من هذا الهرمون في جسمها قبل أن تفقده؟

تجيب رياشي: "قبل انقطاع الطمث، وطالما لدى المرأة الدورة الشهرية، ليس عليها أن تتناول أي شيء لتعزيز الإستروجين". وتنصح رياشي المرأة التي تريد أن تحافظ على انتظام دورتها الشهرية، بأن تمارس الرياضة، وبأن تلتزم  150 دقيقة من المشي في الأسبوع، وبأن تحافظ على وزنها الصحي، وألّا تسمن. 

وبعد انقطاع الطمث، لا بدّ من أن تراجع المرأة طبيبها النسائي لدراسة وضعها الصحي، إذا ما كانت بحاجة لتعزيز الإستروجين لديها. فالأمر يعود إلى عوامل عديدة مثل المشاكل الصحية السابقة في عائلتها، العمر الذي انقطع لديها الطمث فيه، المعاناة من مشاكل صحية، وغيرها من العوامل التي يبحثها الطبيب بكل حالة على حدة.

ماذا تقول الدراسات؟

وعلى غرار أبحاث عديدة، توصلت دراسة "Estrogens, estrogen receptors, and female cognitive aging: the impact of timing"، إلى أن الإستروجين يؤثر على كل شيء، من التعلم إلى الذاكرة إلى الإدراك والمزاج، وصولاً إلى خطر إصابة المرأة بأمراض مثل الألزهايمر. وفي التركيز على الحُصين، وهي منطقة دماغية أساسية للتعلم والذاكرة، يظهر أنّ ارتفاع مستويات الإستروجين يرتبط بزيادة الاتصال بكل أنحاء الدماغ، ومستويات النواقل العصبية (مواد كيميائية في الدماغ مهمة للذاكرة) تكون أعلى أيضاً عند وجود الإستروجين. ويبدو أن الجانب المعرفي الأكثر تأثراً بالإستروجين هو التعلّم اللفظي في الذاكرة، أي القدرة على تعلّم شيء جديد ثم تذكره لاحقاً، إذ إن النساء في سن اليأس يعانين من تراجع في هذه القدرات. 

ربطت دراسة " Estrogen, Stress, and Depression: Cognitive and Biological Interactions"، بين التوتر والإستروجين. وأظهرت أنّ لهذا الهرمون تأثير على العواطف من خلال تنظيم المزاج والصحة النفسية، وقد تؤدي تقلبات مستوياته إلى اضطرابات مزاجية مثل متلازمة ما قبل الحيض، واضطراب ما قبل الحيض المزعج، واكتئاب ما بعد الولادة، واكتئاب انقطاع الطمث. وقد تسبب هذه التغيرات في مستويات الهرمونات القلق والاكتئاب.

لذا، يؤثر الإستروجين بشكل كبير على العواطف والمزاج والوظائف الإدراكية التي قد تتأثر جميعها خلال فترة انقطاع الطمث، وهي الفترة التي تبدأ فيها مستويات الإستروجين بالانخفاض. وتشمل الأعراض التي قد تظهر خلال انقطاع الطمث تغيرات في المزاج، ومشاكل في الذاكرة، وهبات ساخنة. كما ارتبط انتشار مرض الزهايمر، وهو أكثر شيوعاً لدى النساء منه لدى الرجال، بنقص الإستروجين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق