كتبت – هاجر هشام

لم يكن يتوقع مطعم "أبو طارق" الشهير للكشري في القاهرة أن إعلاناً بسيطاً عن طبق جديد سيتحول إلى محور جدل دولي، لكن هذا بالضبط ما حدث مع إعلان "صاروخ كشري أبو طارق"، فإن صورة طبق كشري مبتكر على شكل صاروخ، نُشرت على صفحة المطعم الرسمية على فيسبوك مع كلمة "قريباً"، كانت كافية لإثارة عاصفة من ردود الأفعال، خاصة في الأوساط الإسرائيلية.

ما قصة صاروخ كشري أبو طارق؟

بدأت الشرارة من الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشأن العربي، روعي كايس، المحلل في تليفزيون "كان 11" العبري، حيث علق كايس عبر حسابه الرسمي على تويتر قائلاً: "يبدو أن مطعم أبو طارق، الكشري المحبوب في القاهرة، قد دخل في خضم الحرب بين إسرائيل وإيران"، مرفقاً تغريدته بصورة إعلان المطعم، والتي نوهت عن طبق "صاروخ كشري أبو طارق".

هذه التغريدة لم تمر مرور الكرام، بل تفاعل معها عدد كبير من السياسيين والإسرائيليين، فقد اعتبر البعض منشور "أبو طارق" الدعائي بمثابة استفزاز، بينما لاقى إعجاباً واسعاً من رواد السوشيال ميديا العرب الذين رأوا فيه لمسة فكاهية وابتكارية، وعلى سبيل المثال، كتب السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، ديفيد جوفرين، معلقاً على المنشور، واصفاً "أبو طارق" بأنه مطعم "موصى به بشدة" ومحبوب لدى المصريين.

لماذا أثار طبق كشري أبو طارق غضب الإسرائيليين؟  

ولم تتوقف التفاعلات عند هذا الحد، فقد نشرت الصحفية الإسرائيلية في موقع "تايمز أوف إسرائيل"، تايل شنايدر، مقطع فيديو قديماً لها وهي تستمتع بتناول الكشري في المطعم ذاته، ما أضاف بعداً شخصياً للجدل، حتى الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الملف الرياضي، كتب لأحد أصدقائه متسائلاً: "هل نلتقي بأبو طارق في طلعت حرب بعد مباراة الأهلي القادمة في كأس العالم للأندية؟"، في إشارة إلى شعبية المطعم.

على الجانب الآخر، أعادت صفحة "إيران بالعربية" على منصة "إكس" نشر منشور "كشري أبو طارق"، معلقة: "الاحتلال يهدد مطعم كشري أبو طارق المحبوب في العاصمة المصرية القاهرة بعد تقديمه وجبات مُشكّلة على هيئة صواريخ إيرانية"، وهذا التعليق يظهر كيف تحول إعلان بسيط عن منتج غذائي إلى أداة للتجاذبات السياسية.

في النهاية، يبدو أن "أبو طارق" فضل الابتعاد عن هذه الأجواء، حيث قام المطعم بمسح المنشور الدعائي للمنتج الجديد من صفحته على فيسبوك، لتبقى قصة "صاروخ كشري أبو طارق" دليلاً على أن حتى أبسط الإعلانات يمكن أن تحمل أبعاداً غير متوقعة في عالم التواصل الرقمي والتوترات الإقليمية.