إسرائيل وحروبها مع الفصائل المسلّحة... تاريخ طويل كرّس فائض قوّتها - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل وحروبها مع الفصائل المسلّحة... تاريخ طويل كرّس فائض قوّتها - تكنو بلس, اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 07:08 صباحاً

خاضت إسرائيل نوعين من الحروب خلال تاريخها الممتد من العام 1948، الأول ضد دول، والثاني ضد فصائل مسلّحة غير حكومية. الحروب ضد المجموعات كانت كثيرة، وتفوق عدداً حروب الدول، لكن تأثيرها كان محدوداً نسبياً لأن قدرات الفصائل ونطاق عملها عوامل تختلف عن الجيوش النظامية سلباً، ولم تكن هذه المجموعات قادرة على فرض تحديات وجودية على إسرائيل، كمصر وسوريا.

بداية حروب إسرائيل مع الفصائل كانت عام 1968، حينما اشتبك الجيش الإسرائيلي مع فصائل فلسطينية، على رأسها حركة "فتح"، في معركة سمّيت "الكرامة"، نسبة للمنطقة الأردنية التي اندلع فيها القتال الموجودة قرب الحدود الفلسطينية شرقي نهر الأردن، وقد شارك الجيش الأردني مع الفلسطينيين وتمكّن الطرف العربي من حسم المعركة. 

حروب إسرائيل الأبرز ضد الفصائل كانت عام 1979، حينما اجتاحت جنوب لبنان لتدمير قواعد منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تنطلق منها هجمات ضد إسرائيل، و1982، حينما استكملت اجتياجها نحو بيروت واشتبكت مع فصائل فلسطينية ولبنانية، بينها حركة "أمل" و"حزب الله" وأحزاب الحركة الوطنية اللبنانية، واستكملت الحروب عام 1983 في صبرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين.

استمرت المواجهات بين إسرائيل والفصائل خلال تواجدها في جنوب لبنان، وقد اشتبكت مع مجموعات مسلّحة كانت تنضوي تحت علم الحركة الوطنية اللبنانية، و"حزب الله"، في أكثر من تاريخ، وقد تكون معركة عناقيد الغضب عام 1996 ضد الحزب هي الأشهر، وتوالت هذه المواجهات حتى الانسحاب من الجنوب عام 2000.

هدأت الجبهات بين "حزب الله" وإسرائيل بعد الانسحاب من الجنوب حتى عام 2006، حينما خطف الحزب جنديين إسرائيليين عند الحدود الجنوبية، فاندلعت الحرب التي عرفت باسم "حرب تمّوز"، في لحظة توتر إقليمي بين إيران وإسرائيل، وعاد واستقر الحال حتى تشرين الأول/أكتوبر 2023، حينما فتح "حزب الله" جبهة مساندة لغزّة واشتدت الحرب في سبتمبر 2024.

 

أعلام

 

قطاع غزّة كان له حصته من حروب إسرائيل مع الفصائل، وبعد الانسحاب منه عام 2005، خاضت إسرائيل حرباً ضد "حماس" عام 2008، أطلقت عليها اسم "عملية الرصاص المصبوب"، ثم عام 2012 حرب "عمود السحاب"، وعام 2014 تحت اسم "الجرف الصامد"، وخلال عام 2021، اشتبكت إسرائيل مع "الجهاد الإسلامي" وأطلقت على العملية اسم "حارس الأسوار"، ولم تشارك فيها "حماس".

أكتوبر العام 2023 فجّر حروب إسرائيل ضد الفصائل، وكانت التجربة الأولى لسياسة "وحدة الساحات" التي أطلقتها إيران، والتي تعني مشاركة كل فصائلها في حرب ضد إسرائيل، وبعد عملية "طوفان الأقصى" النوعية وبدء حرب غزّة، انخرط كل من "حزب الله" اللبناني والحوثيين من اليمن وفصائل عراقية وسورية في الحرب ضد إسرائيل.

الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية "لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي" رمزي عودة، يتحدّث عن الفارق بين الحروب ضد الفصائل والحروب ضد الدول، فيقول إن الأخيرة كانت تشكل "خطراً وجودياً" على إسرائيل، ولو خسرت أمام الجيوش العربية عام 1948 "لما كانت تمكّنت من احتلال فلسطين"، وحرب 1973 كانت "الأصعب" في تاريخ إسرائيل.

ويستطرد في السياق نفسه، فيشير خلال حديثه لـ"النهار" إلى أن الحروب ضد الدول "أكثر خطورة" من الحروب ضد الفصائل بسبب فارق الإمكانات، فإسرائيل تتمتع بـ"فاض قوّة" ضد المجموعات المسلّحة، وهي "غير معرّضة للهزيمة"، وحروبها ضد "حماس" و"حزب الله" لا تؤثر عليها بقدر تأثير حروب الدول التي تفرض عليها "خطراً وجودياً".

حرب الفصائل الأصعب برأي عودة كانت "طوفان الأقصى"، كون "حماس" نجحت في اختراق الدفاعات الإسرائيلية واقتحام مناطق الغلاف وقتل ما يزيد على 1000 إسرائيلي، وهي أكبر فاتورة بشرية بتاريخ كل حروب إسرائيل، ورتّبت على إسرائيل خسائر "معنوية" أيضاً وسياسية وعسكرية. لكن ورغم خطورتها، إلّا أن إسرائيل تمكّنت من احتلال غزّة وإضعاف "حماس".

في المحصلة، فإن إسرائيل خاضت عشرات الحروب ضد فصائل تنوعّت جنسياتها، لكنها كانت قادرة دائماً على فرض فائض قوّة مكّنها من حسم المعارك لصالحها وتفادي المخاطر الوجودية، وقد عطّلت سياسة "وحدة الساحات" قبل الضربة الكبرى ضد إيران، وأنهت فعالية هذه "الوحدة"، لتفرض قوّة مطلقة في الشرق الأوسط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق