نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لهذا يريد الغرب التخلص من"الفزّاعة" الإيرانية - تكنو بلس, اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 04:53 صباحاً
لم تكن عملية "طوفان الأقصى" إلّا القطرة التى أفاضت الكأس. الحرب كانت ستقوم بها أو من دونها. لكن بما أنه يجب أن يكون للحرب سبب كان لا بد من شرارة تشعلها، وهذه الشرارة كانت من غزة. يوماً بعد يوم تتقدم نظرية استدراج إسرائيل "حماس" إلى اقتحام غلاف غزة وتنفيذ عملية كبيرة ضد إسرائيل قيل إنها فاجأت كل استخباراتها وجيشها والطبقة السياسية وأجهزة إنذارها المتطورة جداً ومعها كل العالم الغربي الذي هب للدفاع عن ربيبته إسرائيل.
بعد أيام من بدء العملية الإسرائيلية في غزة كان واضحاً أنها ليست رداً متكافئاً على عملية كبيرة. من يعود إلى التصريحات الإسرائيلية ومواقف الدول الغربية التي هبت لإعلان دعمها لإسرائيل وحمايتها سيكتشف بسهولة أن الحرب لن تقتصر على غزة وستكبر دوائر الماء التي ألقت فيها "حماس" حصاة كبيرة، لا سيما بعد إعلان "حزب الله" اللبناني والحوثيين في اليمن وإلى حد ما الحشد الشعبي في العراق مساندة غزة، ولو بالمشاغلة.
تدحرجت كرة الحرب وتوسعت يوماً بعد يوم وازدادت عنفاً، من غزة إلى لبنان قبل أن تدخل إيران في المواجهات المباشرة بعد قصف قنصليتها في دمشق في مطلع نيسان/أبريل 2024 وبعد اغتيال زعيم "حماس" إسماعيل هنية في قلب طهران في 31 تموز/يوليو من العام نفسه ثم اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في أيلول/ سبتمبر 2024.
كل ما حصل ويحصل لم يكن مجرد ردود فعل على أحداث جارية ومفاجئة.
الحرب على "حماس" و"حزب الله" وعلى إيران وتطورات سوريا ليست مجرد مصادفات أو مستجدات ظرفية. كان كل شيء يعد بصمت وسرية فيما تضج منابر الممانعة بالصراخ والتهديد والوعيد.
الحرب القائمة على إيران هي حرب كبرى، إيران ليست غزة ذات الـ360 كلم مربع. بلد كبير مساحة وشعباً واقتصاداً وتسليحاً وموقعاً استراتيجياً ونفوذاً وعلاقات دولية. واتخاذ قرار بشن حرب على إيران لا يمكن أن يتخذه نتنياهو من دون موافقة أميركية على الأقل، والأهم من دون تحضير دام لسنوات وربما لعقود. القرار متخذ منذ زمن طويل وكذلك الإعداد له واختلاق الظرف المناسب لتحديد الموعد.
خلال فترة الإعداد الطويلة لهذه الحرب عمل الإعلام الإسرائيلي والغربي المساند على تصوير إيران دولة مهددة لوجود إسرائيل وللاستقرار في الشرق الأوسط ولأمن جيرانها، واللافت أن إيران انخرطت في اللعبة الإسرائيلية وأطلق زعماؤها السياسيون والروحيون والعسكريون مئات التصريحات التي لا تخلو من لهجة تهديد وتفاخر بقوة تبين أنها ليست بالقدر الذي صورته.
تؤكد الوقائع أن ضرب إيران هو الهدف الأكبر للحرب التي اندلعت في غزة، هنا الحرب بين دولتين مسلحتين على مستوى عال رغم رجحان كفة إسرائيل في نوعية السلاح والدعم الذي تتلقاه من الغرب. العنوان الكبير للحرب الإسرائيلية على إيران هو منعها من تصنيع قنبلة نووية تهدد أمن إسرائيل ووجودها، لكن القصة ليست فقط القنبلة الذرية، فإيران حتى لو امتلكت القنبلة لن تستطيع استخدامها ضد إسرائيل التي تملك قوة ردع هائلة بما تملكه من القنابل الذرية القادرة على تدمير إيراان بأكملها. القنبلة الذرية هي الفزاعة التي تخيف بها إسرائيل العالم وتستدر تعاطفه معها باعتبار انها مهددة بالفناء.
هي حرب ضد القنبلة الفزاعة وضد تمدد نفوذ إيران وعقاباً لها على انحيازها إلى روسيا ودعمها في الحرب على أوكرانيا (ومن خلالها على الغرب)، وبالأخص على صواريخها الثقيلة التي هي في الواقع ما تشكل تهديداً مباشراً وعملانياً لإسرائيل ولدول الجوار وللمصالح الأميركية والغربية في المنطقة والبحرين الأحمر والمتوسط.
ليست حرب إسرائيل وحدها، القرار أعلنه نتنياهو، لكن تصريحات الرئيس الاميركي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه شريك به، وكذلك المواقف الفرنسية والألمانية وغيرها التي سارعت إلى إبداء حماستها لـ"حماية" إسرائيل وتأييد حقها في الحرب التي أعلنتها على إيران.
ولعل الحرب على إيران تتخطى هذا البلد إلى ما هو أبعد، فتفكيك إيران الذي تعمل عليه إسرائيل هو جزء من تفكيك المحور الأكبر الذي يضم روسيا والصين وإيران. الصين لا تحبذ المواجهات العسكرية وروسيا منهمكة في حرب أوكرانيا وإيران تبدو الطرف الأضعف الذي عكر الماء على الذئب.
0 تعليق