كتب – محمود طلبة

اتهمت طهران اليوم الخميس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالانحياز لإسرائيل والمشاركة بشكل غير مباشر في العدوان المستمر، وذلك في أعقاب التصعيد المتبادل بين الجانبين واستهداف منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية.

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في منشور عبر منصة إكس، موجهًا حديثه إلى المدير العام للوكالة رافائيل غروسي: لقد جعلتم الوكالة شريكة في هذه الحرب العدوانية الظالمة.

ويأتي هذا التصعيد في اللهجة بعد صدور قرار من الوكالة الدولية، بتاريخ 12 يونيو، دانت فيه عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية، وطالبت بإيجاد حل فوري لمعالجة ما وصفته بالانتهاكات.

وجاء تعليق بقائي ردًا على مقابلة لغروسي مع شبكة CNN، أشار فيها إلى أنه لا توجد أدلة على وجود مسعى منظم لدى إيران لتطوير سلاح نووي لكن المسؤول الإيراني اعتبر هذا التصريح متأخرا جدًا.

استهداف منشآت نووية يفاقم التوتر

جاءت تصريحات الخارجية الإيرانية بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشأتين نوويتين في إيران.

وأوضح المتحدث العسكري أن سلاح الجو قصف موقعا لتطوير الأسلحة النووية في نطنز، بالإضافة إلى المفاعل النووي المتوقف في آراك.

وأكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن إسرائيل قصفت أيضا مفاعل أبحاث ومجمعا للمياه الثقيلة في منطقة خنداب، ووصفت الضربات بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، مشيرة إلى أنها أبلغت الوكالة الدولية مرارًا بالتهديدات الإسرائيلية، دون أن تتلقى أي استجابة عملية.

رد صاروخي واسع من طهران

وأطلقت إيران سلسلة هجمات صاروخية فجر اليوم على عدة مدن إسرائيلية، كان من أبرزها استهداف مستشفى سوروكا في بئر السبع، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة وإصابة عدد من الأشخاص.

واستهدفت صواريخ إيرانية مبانٍ سكنية في تل أبيب ومواقع أخرى وسط إسرائيل، فيما أكدت خدمة الإسعاف نقل ما لا يقل عن 120 مصابًا لتلقي العلاج.

ووفقًا للجيش الإسرائيلي أطلقت إيران منذ الجمعة الماضي نحو 400 صاروخ، اخترق منها 40 صاروخًا منظومات الدفاع الجوي، ما تسبب في مقتل 24 شخصًا على الأقل.

وأفادت السلطات الإيرانية بمصرع 224 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، وسط تحذيرات دولية من دخول الصراع في مرحلة أكثر خطورة يصعب احتواؤها دبلوماسيا.