هل أخطأت إيران في قراءة المشهد بعد "طوفان الأقصى"؟! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل أخطأت إيران في قراءة المشهد بعد "طوفان الأقصى"؟! - تكنو بلس, اليوم السبت 14 يونيو 2025 04:13 صباحاً

منذ تنفيذ حركة "​حماس​" عملية "​طوفان الأقصى​"، في 7 تشرين الأول من العام 2023، كان رئيس الوزراء ال​إسرائيل​ي بنيامين نتانياهو حاسماً بأنه سيعمل، بدعم أميركي، على تغيير وجه الشرق الأوسط، الأمر الذي أعاد إلى الإذهان ما كانت قد أدلت له وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، عن مخاض ولادة ​الشرق الأوسط الجديد​.

في العام المذكور، كان العنوان الأبرز في جميع خطابات محور الممانعة، النجاح في إسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد، لكن في المقابل كانت إسرائيل، بحسب ما كشفت جميع التسريبات التي تناولت ما حصل خلال العدوان الأخير على لبنان، تعد العدة للإنتقام العملي، وصولاً إلى عدم ترددها في توجيه ضربات قوية إلى رأس المحور في طهران، بعد أن كانت قد نجحت في إضعاف جميع الحلفاء.

في هذا السياق، من الضروري قراءة مسار ما حصل، منذ عملية "طوفان الأقصى" حتى اليوم، بالنسبة إلى كيفية القراءة للعقل الإسرائيلي، حيث كانت حركة "حماس"، في البداية، تعتبر أن تل أبيب، بسبب إمتلاكها ورقة الأسرى، لن تذهب إلى عدوان شامل، بينما كان "​حزب الله​"، الذي كان قد فتح في اليوم الثاني "جبهة الإسناد"، يستبعد أن يشعل الجيش الإسرائيلي جبهتين معاً، بالتزامن مع إستبعاد خيار الحرب الطويلة، على قاعدة أن إسرائيل لا تقوم بذلك عادة.

لاحقاً، أثبتت المعطيات العملية أن العقل الإسرائيلي بات في مكان آخر، ظن الكثيرون أن النتائج النفسية، التي فرضتها "طوفان الأقصى"، الأساس في التحول الذي حصل لديه، لكن التسريبات أظهرت أنها كانت الحجة التي دفعته إلى تنفيذ خطة معدة سلفا، حيث لم يتردد في الذهاب إلى حرب على أكثر من جبهة، بل طبق مبدأ "وحدة الجبهات"، الذي كان يعلن عنه محور الممانعة لكنه تردد في الذهاب إليه، وصولاً إلى كسره كل ما كان يُعد من الخطوط الحمراء، لا سيما لناحية إغتيال أمين عام "حزب الله" السابق السيد حسن نصرالله.

طوال هذه الفترة، كان هناك مسار لا ينبغي التقليل من أهميته، هو أن محور الممانعة، في جميع الساحات، راهن على المفاوضات، تحديداً تلك التي كانت تقوم بها طهران مع واشنطن، على قاعدة إحتواء الموقف لمنع الوصول إلى مرحلة الحرب الشاملة، لكنه مع مرور الوقت كان يتعرض لضربات قاسية أدّت إلى المعادلة الحالية، فهو عملياً خسر ساحة غزة وتعرض لضربة كبيرة في لبنان، لكن الأهم يبقى ما حصل في سوريا، لناحية سقوط النظام السابق برئاسة بشار الأسد مقابل تشكيل نظام جديد معاد له.

هنا، قد يكون من المفيد الإشارة إلى أن إغتيال السيد نصرالله جاء في لحظة الوصول إلى إتفاق مع لبنان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بينما التصعيد ضد ​إيران​ جاء على وقع الحديث المتكرر، من قبل مسؤولين أميركيين، عن إمكانية الوصول إلى تفاهم معها حول ملفها النووي، بالتزامن مع تشديدهم على رفض الخيار العسكري، إلا أن ما أدلى به الرئيس دونالد ترامب، بعد الضربات، كان حاسماً في فهم التوجهات، عبر دعوتها إلى الذهاب إلى التفاهم معه، لمنع تعرضها إلى المزيد من الخسائر، ما يعني أن ما قامت به تل أبيب كان بضوء أخضر منه.

في المحصّلة، الكرة الآن في الملعب الإيراني، لفهم المسار الذي ستذهب إليه الأحداث في المرحلة المقبلة، حيث السؤال يبقى، بعيداً عن العواطف، حول قدرتها من الناحية العملية على إعادة قلب المشهد من جديد، بعد الضربات القاسية التي تعرض لها المحور في مختلف الساحات، خصوصاً أن الواقع اليوم لم يعد كما كان عليه قبل "طوفان الأقصى"، أم أنها ستوافق على الذهاب إلى الخيار التفاوضي، وفق المعادلات الجديدة التي تُفرض عليها، فهل أخطأت في قراءة المشهد أم أن التحولات كانت أكبر من قدراتها؟.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق