الفن من دون حواجز و"على الطلب": متحف لندني يتيح التعامل مع القطع مباشرةً - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفن من دون حواجز و"على الطلب": متحف لندني يتيح التعامل مع القطع مباشرةً - تكنو بلس, اليوم السبت 14 يونيو 2025 07:13 مساءً

بات بإمكان عشاق الفن أن يختاروا من متحف لندني كبير القطعة التي يرغبون في الاطّلاع عليها من كثب، إذ افتَتح أخيراً مساحة تفاعلية تتيح لزواره "طلب" معاينة ما يشاؤونه من بين آلاف الأعمال الموجوة في مستودعه.

وهذا المتحف "رائع! وأفضل بكثير من أيّ متحف عادي"، على قول معلمة الفيزياء المتقاعدة جاين بايلي التي كانت مأخوذة بالنظر إلى طقم طبول عازف الدرامز في فرقة الروك الشهيرة "ذي هو" (The Who) في ستينات القرن العشرين وسبعيناته كيث مون. وأضافت: "أتمنّى لو كنت أستطيع إحياءه ليعزف لنا أغنية. لكان ذلك رائعاً"، مشيرة إلى طقم الطبول الأسود والأحمر الموضوع على منصة نقالة، والمثبت على رف معدني.

 

زائرة تتأمل تمثالاً للعذراء والطفل في المتحف. (أ ف ب)

 

في الجوار، توجد عشرات القطع الثمينة، من أواني سيراميك، ولوحات، وألعاب من عهد سلالة تيودور، في هذه المساحة التي تشبه مستودعاً تجارياً.

وهذا المكان هو مخزن "ستورهاوس" التابع لمتحف "فيكتوريا أند ألبرت"، وهو فرع من هذا المتحف اللندني الكبير للفنون الزخرفية. وافتُتِح هذا القسم في 31 أيار/مايو، وزارته الثلاثاء الأميرة كايت، راعية المؤسسة.

ويقع المتحف في الموقع السابق لدورة الألعاب الأولمبية 2012، شرق العاصمة، ويضم نحو 250 ألف قطعة من مخزون المتحف، موزعة على أربع طبقات، وتمثل خُمس مجموعته الإجمالية.

 

الأميرة كيت تنظر من خلال عدسة الكاميرا في الاستوديو الفوتوغرافي خلال زيارتها للمتحف. (أ ف ب)

الأميرة كيت تنظر من خلال عدسة الكاميرا في الاستوديو الفوتوغرافي خلال زيارتها للمتحف. (أ ف ب)

 

لَمسُ عمل فني
من بين هذه القطع ما لم يُعرض قط تقريباً، على غرار "لو تران بلو" (Le train bleu)، الستارة المسرحية التي يبلغ طولها 12 متراً لعرض باليه يحمل الاسم نفسه، والمستوحاة من لوحة لبيكاسو. هنا، لا توجد واجهات زجاجية واقية، إذ أنّ الأعمال كافة متاحة للجمهور كلّ أيام الأسبوع، مجاناً. أما الأهم من ذلك كله، فهو إمكان حجز آلاف القطع عبر موقع المتحف الإلكتروني. وعندما يتمّ الحجز، تُتاح للزوار الذين يمكنهم حملها باستخدام قفازات توفرها المؤسسة، تحت إشراف دقيق من أعضاء فريق العمل.

يشكّل الانفتاح جوهر المشروع، بمعنى كسر الحواجز المادية والنفسية لاستقطاب الزوار من كلّ الفئات، ومن بينها الشباب.

وقالت جورجيا هاسلداين، إحدى أمينات المتحف لوكالة "فرانس برس": "مجموعتنا ملك للجميع، ويجب أن يتمتع الجميع بحرية الاطلاع إليها"، مُؤكدةً أن هذه المبادرة "هي الأولى من نوعها في العالم".

 

مشهد عام للقطع الأثرية المعروضة في المتحف. (أ ف ب)

مشهد عام للقطع الأثرية المعروضة في المتحف. (أ ف ب)

 

إلا أنّ المشروع أثار في البداية مخاوف بعض الموظفين الذين أبدوا خشيتهم من تعرّض القطع لأضرار. لكنّ هاسلداين قالت": "بمجرد أن شرحنا المشروع، وشدّدنا على ضرورة الانفتاح والتطلع إلى المستقبل"، تبدّدت هذه المخاوف. ورأت أنّ "القدرة على تفحُّص الجزء الخلفي من قطعة أثرية، والنظر داخل ثوب... كلّ هذه الأمور تُسهم في فهمنا لثقافتنا المادية".

أما الباحثة المتخصصة في تاريخ المتاحف في جامعة لينكولن بإنكلترا كيت هيل فوصفت هذا المشروع في تصريح لوكالة "فرانس برس" بأنّه "غير عادي".

رمز استجابة سريعة
وفيما بدأت المتاحف الكبرى بتنظيم "جولات مصحوبة بمرشدين" في مستودعاتها، فإنّ هذه الجولات غالباً ما تكون مجرّد تجوّل بين أعمال فنية محاطة بحماية مشددة. وأضافت أنّ هذه القطع "تكون ظاهرة ولكن لا يمكن الوصول إليها".

 

مشهد عام للقطع الأثرية المعروضة في المتحف. (أ ف ب)

مشهد عام للقطع الأثرية المعروضة في المتحف. (أ ف ب)

 

وشدّدت جيمّا غلايستر (28 عاماً) أثناء تجوّلها في مستودع فيكتوريا أند ألبرت على أنّ "الأعمال الفنية ينبغي ألاّ تُعرض خلف زجاج، بعيداً من الناس، بل يجب أن تكون قريبة وتفاعلية".

وأيّدها في ذلك مانو غارزا، وهو نيويوركي انتقل إلى لندن في كانون الثاني/يناير، إذ رأى أنّ مستقبل المتاحف يكمن في "إتاحة الوصول إلى الأعمال الفنية".

وعلى عكس المتاحف التقليدية، لا توجد هنا تقريباً أيّ لافتات توضيحية. ولكن رموز الاستجابة السريعة ("كيو آر كودز") منتشرة على مسار الزيارات. وهي تقود إلى لائحة شروح تتيح للزوار معرفة المزيد عن الأعمال التي يشاهدونها.

 

 

وقالت جاين بايلي: "قد ترى قطعة فنية لم تكن تعرف عنها شيئا قبل خمس دقائق، لكنها تلفت انتباهك، وفجأة ترغب في معرفة المزيد. إنه لأمر رائع".

ولاحظت كيت هيل أنّ "فتح المستودعات وسيلةً لجعل الزائر مشاركاً فاعلاً، وليس مجرد متلقٍّ للمعلومات التي يعطيها الخبراء". وخلصت إلى القول "إنّها دعوة للمشاركة في الحوار".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق