وجّه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تحذيراً شديد اللهجة إلى دول الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، مؤكداً أن ارتكاب أي "خطأ استراتيجي آخر" سيدفع طهران إلى اتخاذ رد حاسم، محمّلاً هذه الدول مسؤولية فشل الاتفاق النووي.

وقال عراقجي، في منشور على منصة "إكس"، اليوم الأربعاء، إن "الدول الأوروبية الثلاث مُنحت سبع سنوات كاملة للوفاء بالتزاماتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، لكنها أخفقت إما عن عمد أو بسبب عدم الكفاءة"، على حد تعبيره.

وأضاف: "بدلاً من مراجعة سياساتها أو إبداء الرغبة في تسهيل الحلول الدبلوماسية، تصعّد هذه الدول من المواجهة، عبر دعواتها غير المنطقية لمعاقبة إيران على ممارسة حقوقها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، كرد على تنصل الأطراف الأخرى من التزاماتها".

وشدد الوزير الإيراني قائلاً: "كما حذّرت سابقًا، فإن أي تصعيد إضافي أو خطأ استراتيجي جسيم من قبل هذه الدول، سيقابل برد قوي من طهران، ولن تكون إيران مسؤولة عن العواقب، بل من وصفهم بـ(الجهات الخبيثة التي تقوّض مصداقيتها)".

خلفية القرار الأوروبي الأميركي

تصريحات عراقجي جاءت في أعقاب تقديم الولايات المتحدة، إلى جانب الترويكا الأوروبية، مشروع قرار إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يهدف إلى زيادة الضغط على إيران، بدعوى "عدم وفائها بالتزاماتها النووية".

ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، فإن مسودة القرار التي وُزعت مساء الثلاثاء 10 يونيو، تتهم إيران بانتهاك بنود معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتطالبها بالتعاون الكامل والفوري مع الوكالة، مبدية "أسفاً عميقاً" على عدم تجاوب طهران رغم الفرص المتكررة.

وحذرت المسودة من أن عدم قدرة الوكالة على التأكد من سلمية البرنامج النووي الإيراني "يثير قلقاً بالغاً ويقع ضمن اختصاص مجلس الأمن الدولي".

تهديدات بـ"آلية الزناد"

وفي حال المضي قُدماً في التصويت على القرار وإحالته إلى مجلس الأمن، فإن هذا الإجراء قد يمنح الدول الأوروبية فرصة لتفعيل "آلية الزناد"، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، والمجمّدة بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وتأتي هذه التطورات في سياق الجهود الغربية الرامية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني، وسط مخاوف متزايدة من سعي طهران لتطوير قدرات عسكرية نووية، وهو ما تنفيه الأخيرة باستمرار، مؤكدة أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية فقط.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك