الوساطة العمانية تسعى لإعادة ضبط مسار المفاوضات الإيرانية - الأمريكية - تكنو بلس

مديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوساطة العمانية تسعى لإعادة ضبط مسار المفاوضات الإيرانية - الأمريكية - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 02:10 مساءً

مع إصرار إيران على ما تعتبره حقا من حقوقها في مزاولة أنشطة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها ومعارضة الولايات المتحدة هذه الأنشطة تنطلق في العاصمة العمانية مسقط يوم الأحد المقبل الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة بين البلدين وسط ترقب واسع لنتائجها.

وتمثل الجولة المرتقبة محطة محورية في مسار الجهود الدبلوماسية التي تقودها سلطنة عمان والهادفة إلى تجنب المزيد من التصعيد وإعادة إحياء الاتفاق النووي على أسس تضمن التوازن بين المطالب الأمنية الأمريكية والحقوق السيادية الإيرانية.

ومن المنتظر أن تستأنف المفاوضات غير المباشرة بين البلدين في العاصمة مسقط بعدما توقفت عند حاجز الجولة الخامسة ومحطتها الأهم والأكثر تعقيدا وهي "أنشطة تخصيب اليورانيوم" التي تعد العقبة الرئيسة في مسار المفاوضات ووسط غياب الثقة بين الجانبين.

واصطدمت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بعقبة التخصيب التي تشكل "الحجر الأساس" في المشروع النووي الإيراني الذي تحاول الولايات المتحدة إيقاف عجلته بشتى الطرق وتخشى من انحرافه نحو التسلح النووي وسط تأكيد إيراني على سلمية أنشطتها.

وبعد وصول المقترح الأمريكي الذي نقله وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي إلى القيادة الإيرانية مطلع الأسبوع الحالي ولم يكشف حتى الآن عن تفاصيله كرر الجانب الإيراني موقف طهران الرافض التخلي عن أنشطة التخصيب مع انفتاحه على مناقشة المبادرات والأفكار التي تضمن حق طهران بالتخصيب محليا.

وفي إيران يرى مراقبون أن المقترح الأمريكي "لم يراع" الملاحظات والمصالح الإيرانية ما يقلل من فرص نجاحه كما عبر عن ذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي عندما قال إن طهران "لن ترد بالإيجاب على أي مقترح يتجاهل حقوق شعبها ومصالحها الوطنية".

وبات من الواضح أن الموقف بحاجة إلى إبداء مرونة واتخاذ قرار صعب سواء من قبل طهران أو واشنطن أو معا وهو الاحتمال الأرجح إذا ما أرادا تجنب إنهيار المفاوضات والتوصل لإتفاق جديد بينهما.

وينتظر المراقبون في إيران وخارجها ما سيخرج به صانع القرار الإيراني ورده على المبادرة الأمريكية مع أرجحية أن يكون الرد من خلال سياسة "مسك العصا من المنتصف" أي بمعنى عدم القبول أو الرفض المطلق للمقترح بهدف إبقاء الباب مفتوحا أمام المفاوضات والمساومات المقبلة.

وما يعزز هذا الموقف التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال زيارته القاهرة وقال فيها إنه "لا يمكن التوقع أن نصل خلال خمس جولات من التفاوض إلى اتفاق.. بالطبع هناك خلافات كثيرة لكن هذا الأمر ليس معناه أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق فالوصول إليه ليس مستحيلا".

وقال عراقجي في تدوينة له عبر منصة (إكس) للتواصل الإجتماعي "لن يكون هناك اتفاق من دون التخصيب".

وفي أحدث موقف إيراني أكد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي تمسك بلاده بأنشطة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها والتي وصفها ب "مفتاح" القضية النووية وباتت من "الثوابت والخطوط الحمراء الإيرانية".

وفي هذا الصدد قال الخبير الإيراني في الشؤون الدولية والإستراتيجية الدكتور صباح زنكنة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن "إيران لن تقبل بأي عرض لن يضمن مصالحها".

وأضاف زنكنة أن "التركيز على القضية النووية الإيرانية من دون مراعاة مطالب وحقوق إيران هو في الحقيقة نوع من أنواع فرض الحلول وهذا بحد ذاته يشكل نقطة حرجة في هذا الموضوع".

وعبر ممثل إيران السابق في منظمة التعاون الإسلامي عن رفض بلاده فكرة الحل الوحيد لتسوية ملفها النووي مشيرا إلى أن "هناك الكثير من الحلول وعلى المفاوض الأمريكي أن يتجنب الضغط نحو الحل الأوحد كحرمان إيران من تخصيب اليورانيوم حتى بأدنى المستويات".

وعن إمكانية التوصل لإتفاق إطاري بين طهران وواشنطن وترحيل القضايا الفنية الشائكة بينهما لمراحل لاحقة قال زنكنة إن "هذا الأمر ممكن جدا وقد يكون مخرجا جيدا للوصول إلى حل واقعي وعملي بين الجانبين".

وأكد الخبير الإيراني ترحيب طهران بفكرة تشكيل اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم شريطة أن تتم هذه الانشطة داخل إيران.

وعما إذا فشلت المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن قال زنكنة "إن إيران لا تنوي التصعيد" متسائلا "ماذا عن الجانب الأمريكي.. هل سيقوم بتشديد العقوبات أو يعود إلى التهديد باستخدام القوة أو فسح المجال أمام الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ ضربات داخل إيران".

وأكد الدبلوماسي الإيراني السابق تمسك طهران بطاولة المفاوضات وعدم مغادرتها مضيفا "لن نرتكب الخطأ الذي ارتكبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما انسحب من الاتفاق النووي عام 2015".

وبسؤاله عن مدى استعداد إيران لإيقاف التخصيب مدة زمنية محددة مقابل رفع العقوبات عنها والإفراج عن أرصدتها المجمدة في الخارج قال زنكنة إن "إيران لا توافق على إيقاف التخصيب مهما كانت العواقب وهي لا توافق ان تجعل رفع العقوبات مقابل إيقاف التخصيب".

من جانبه قال الكاتب الصحفي الإيراني سيد صالح قزويني في تصريح مماثل ل(كونا) إن "الخطاب الأخير للمرشد الأعلى في إيران أعطى دعما كبيرا للوفد المفاوض الإيراني والذي سيكون أكثر تصلبا بمواقفه في المفاوضات مع الجانب الأمريكي".

وأكد قزويني تمسك إيران بأنشطة تخصيب اليورانيوم التي هي "قضية مصيرية" بالنسبة لها ولا يمكن التنازل عنها بتاتا مضيفا أن "الجانب الأمريكي يعرف ذلك جيدا لكنه ربما يبحث عن تنازلات أخرى".

وأوضح أن "الولايات المتحدة تسعى من خلال مطالبة إيران بإيقاف التخصيب إلى ممارسة ضغوط نفسية على المفاوض الإيراني أو ربما إرغامه على تقديم تنازلات أكبر أو لارضاء المتشددين في الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف "يبدو أن الجانب الإيراني لا ينوي رفض العرض الأمريكي بشكل كامل وهو يريد أن يبقي الباب مفتوحا للتفاوض مع الولايات المتحدة مستشهدا بتصريحات الوزير عراقجي خلال زيارة للعاصمة بيروت وأكد فيها إن "العرض الأمريكي فيه الكثير من الغموض والتساؤلات".

وقال إنه "لو كان الجانب الإيراني يريد رفض المقترح الأمريكي لتحدث عن ذلك بشكل حازم وقاطع لكنه حريص على إنجاح المفاوضات والتوصل لإتفاق مع الجانب الأمريكي الذي يبدو لديه نفس الرغبة".

وحذر قزويني من مغبة فشل المفاوضات الإيرانية - الأمريكية قائلا إنه "في حال فشل المفاوضات فإن الأمور ستتجه نحو مزيد من التصعيد والتوتر والأزمات خاصة في المنطقة مع استبعاده اللجوء الى استخدام القوة ضد إيران من قبل واشنطن أو تل أبيب".

وذكر أن هذا الخيار أي اللجوء الى القوة العسكرية "يتعارض" مع الاستراتيجية الاقتصادية التي ينتهجها حاليا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لذا على الأرجح أنه سيعود إلى ممارسة سياسة الضغوط القصوى وفرض العقوبات الصارمة ضد طهران.

وأوضح أن طهران في المقابل "لن تقف مكتوفة الأيدي" إذا ما تعرضت لضغوط اقتصادية أمريكية فهي تمتلك تجربة سابقة في إجتياز هذه العقوبات وهي اليوم تمتلك تعاملات وتفاهمات مع دول المنطقة لم تكن تمتلكها سابقا إضافة إلى علاقاتها الاقتصادية مع روسيا والصين.

وكان الرئيس الأمريكي قد شدد يوم الاثنين الماضي عبر منصة (تروث سوشيال) على أن مشروع الاتفاق النووي المحتمل لن يسمح لطهران "بأي تخصيب لليورانيوم".

كما حذرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في إيجازها الصحفي الأخير طهران من مواجهة "عواقب وخيمة" إذا رفضت مقترح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

ومطلع الأسبوع الحالي أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده تسلمت المقترح الأمريكي الذي نقله إليها الوسيط العماني وهي سترد عليه وفقا "لمبادئها ومصالحها الوطنية وحقوق شعبها".

وعقدت إيران والولايات المتحدة حتى الآن خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني بوساطة عمانية بحضور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الوساطة العمانية تسعى لإعادة ضبط مسار المفاوضات الإيرانية - الأمريكية - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 02:10 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق