يترقب العالم الرياضي في هذه الأيام الحدث الأبرز لعام 2025، وهو كأس العالم للأندية، الذي سيُقام في الولايات المتحدة الأميركية للمرّة الأولى بنظام جديد، بمشاركة 32 فريقاً من القارات المختلفة.

هذه النسخة أثارت العديد من التساؤلات، خصوصاً في مرحلتها الأولى، إذ بدأ البعض يشكك في نجاحها. كما أثار مكان تنظيمها في الولايات المتحدة موجة من الانتقادات بسبب هيمنة رياضات أخرى على شعبيتها هناك، وقلة التفاعل الجماهيري، بالإضافة إلى المعوقات المتعلقة بالتوقيت وبُعد المسافات، والتي قد تؤثر على نسب الحضور وكذلك المشاهدات. لكن يبدو أنّ تلك المخاوف بدأت بالتبدد تدريجاً، وبدأت الدلائل تتحوّل من احتمالات الفشل إلى مؤشرات نجاح قوية.

استعدادات الأندية المشاركة وحماستها لتقديم أفضل أداء ممكن بفضل التعاقدات القوية والاستثمارات الكبيرة في أفضل اللاعبين، لعبت الدور الأبرز في تعزيز التفاؤل بنجاح المسابقة. كذلك، لعب ارتفاع عدد الرعاة بشكل ملحوظ بفضل الأندية ذات الشعبية العالمية، وتقديم مكافآت مالية ضخمة من الاتحاد الدولي، دوراً محورياً في رفع سقف التوقعات.

هذا التحوّل الإيجابي فتح الباب أمام تساؤلات جديدة حيال إمكان تفوّق كأس العالم للأندية على مونديال المنتخبات مستقبلاً، والذي لطالما تربّع على عرش بطولات كرة القدم باعتباره الأقوى والأكثر شعبية.

الإجابة هنا تعتمد على عوامل عدة، لكنّ المؤكد هو أنّ النجاح الحقيقي لأي بطولة مرهون بالمستوى داخل الملعب ومدى الإثارة التي تقدمها المباريات. فكلما زادت قوة العروض داخل المستطيل الأخضر، ارتفع عدد المتابعين والرعاة، مما يضمن استمرارية البطولة ونجاحها. والنسخة الأولى من هذه البطولة تمتلك كل المقوّمات لتحقيق ذلك.

ستُشارك في البطولة أندية تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة عالمياً مثل ريال مدريد وبايرن ميونيخ وإنتر ميلان وتشيلسي وجوفنتوس؛ هذه الشعبية تفوق شعبية المنتخبات، وتضمن متابعة كبيرة للحدث وترفع من قيمته على المستوى العالمي. كما لا ننسى حضور الأندية العربية ذات القاعدة الجماهيرية العريضة مثل الأهلي المصري والهلال السعودي والعين الإماراتي والوداد المغربي والترجي التونسي، ما يُضفي على هذه المسابقة تنوّعاً وطابعاً حماسياً لا مثيل له.

المباريات المرتقبة في البطولة تحمل إمكانات كبيرة لتقديم مواجهات لا تُنسى بما يعكس قوة المنافسة والاهتمام الجماهيري. مباراة الافتتاح بين الأهلي المصري وإنتر ميامي الأميركي بمشاركة النجم ليونيل ميسي ستكون بداية مشوّقة، وكذلك اللقاء المرتقب بين الهلال السعودي وريال مدريد، فضلاً عن قمة منتظرة تجمع مانشستر سيتي والوداد المغربي. ومع انتقال البطولة إلى مراحل متقدمة، ستزداد حدة المنافسة بين عمالقة الأندية العالمية، ما سيرفع المتعة والإثارة.

وفي حال نجاح هذه المسابقة مع الوقت، قد تتفوّق كأس العالم للأندية على مونديال المنتخبات جماهيرياً وفنياً وتسويقياً.