في أجواء إيمانية وروحانية، تستعد المدينة المنورة لاستقبال طلائع الحجاج المتعجلين، الذين يبدؤون بالتوافد ابتداءً من مساء يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة، بعد أن أتموا مناسك الحج لهذا العام. وتأتي هذه الاستعدادات ضمن منظومة متكاملة من الخدمات الحكومية التي تهدف إلى تيسير رحلة ضيوف الرحمن في مرحلة ما بعد الحج، وتوفير أعلى مستويات الراحة والأمان لهم أثناء زيارتهم للمسجد النبوي الشريف.

وقد أكملت الجهات الحكومية ذات العلاقة كافة الاستعدادات التشغيلية لموسم ما بعد الحج، بإشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس لجنة الحج والزيارة في المنطقة. وتضمنت هذه الاستعدادات خططًا ميدانية محكمة لضمان انسيابية الحركة المرورية على طريق الهجرة السريع، ومراقبة حركة الحافلات وقطار الحرمين السريع التي تقل الحجاج القادمين من مكة المكرمة.

كما شملت الجهود تعزيز الإجراءات الأمنية والاحترازية على امتداد الطرق المحورية التي يسلكها الحجاج في طريقهم إلى المدينة المنورة، أو خلال مواصلتهم رحلاتهم باتجاه القصيم وتبوك. وتحرص الجهات المعنية على تسخير كافة الإمكانات البشرية والتقنية، بما يضمن راحة الحجاج وسلامتهم في ظل منظومة متكاملة من الخدمات الصحية والبلدية والتنظيمية.

ويعكس هذا الاستعداد المكثف حجم العناية والرعاية التي توليها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن في كل مراحل رحلتهم، امتدادًا لجهود الدولة المباركة في خدمة الحرمين الشريفين، وتأمين تجربة روحانية آمنة وميسرة للحجاج من مختلف بقاع الأرض.

تأتي هذه الترتيبات استمرارًا للنهج السعودي الراسخ في بذل الغالي والنفيس لخدمة الحجاج والزوار، وتجسيدًا للمكانة الدينية والتاريخية للمدينة المنورة في قلوب المسلمين، حيث يجدون فيها الطمأنينة بعد أداء المناسك، ويكملون رحلتهم الإيمانية بزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلام عليه، في أجواء من الراحة والسكينة والرعاية الفائقة.