ورغم نقاط قوتها التقنية، افتقرت ردود الذكاء الاصطناعي إلى التعاطف، والتعبير العاطفي، وهو ما عبّر عنه الأطباء البشريون بفعالية أكبر، من خلال تنوع نبرة الصوت، واللغة.

وحسب "ستادي فايندز"، يؤكد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يدعم دون يحل محل، المتخصصين في الرعاية الصحية، خاصةً أن التواصل العاطفي لا يزال يعد عنصراً أساسياً في رعاية المرضى الفعالة.

وتُشير دراسة جديدة في جامعة مين في الولايات المتحدة، إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُقدم للمريض إجابات أكثر دقةً من الأطباء، ولكنه لا يزال يفتقر إلى جانب بالغ الأهمية عند المرضى.

وقارن الباحثون الردود المُولّدة بالذكاء الاصطناعي على أسئلة طبية مُعقدة مع إجابات الأطباء عبر أنظمة الرعاية الصحية الأمريكية، والأسترالية. وتبين أن الذكاء الاصطناعي قدم باستمرار ردوداً أكثر دقةً واحترافيةً من الأطباء.

لكن بينما برعت أجهزة الكمبيوتر في الحصول على الحقائق بشكل صحيح، فإنها قصّرت في مجال حيوي واحد يحتاجه المرضى بشدة، هو التواصل العاطفي والتعاطف.

جودة الاستشارات الطبية
وأظهرت النتائج أن متوسط ​​استجابات الذكاء الاصطناعي بلغ حوالي 8 من 10 في درجات الجودة الإجمالية، كان معظمها بين 7 و9. ويشير ذلك إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتوافق بشكل جيد مع المعايير الطبية المتخصصة، عندما يتعلق الأمر بتقديم معلومات دقيقة.

ومع ذلك، كشفت الاختلافات بين الذكاء الاصطناعي والاستجابات البشرية، أمراً مهماً أي ما يحتاجه المرضى فعلياً من مقدمي الرعاية الصحية.

الحياد مقابل العاطفية
فبينما حافظت استجابات الذكاء الاصطناعي على نبرة محايدة ومهنية باستمرار، أظهرت الاستجابات البشرية نطاقاً أوسع بكثير من التعبير العاطفي، والذي يرجح أن يكون أكثر استجابة من المرضى الذين يلتمسون الرعاية.

ويُعد هذا النطاق العاطفي ضرورياً لرعاية المرضى بفعالية. فعندما يشعر شخص بالقلق من أعراض غامضة أو يعاني من حالة مزمنة، فإنه يحتاج إلى أكثر من مجرد حقائق سريرية، إنه يحتاج إلى الطمأنة والتفهم، وأحياناً مجرد الشعور بأن هناك من يهتم بسلامته.