أمضى تمثال النبيلة الإيطالية تشيشيليا غونزاغا قروناً في قصر ريفي وسط سلوفاكيا، بعدما تركته وراءها عائلة تشاكي النبيلة عندما فرّت من تقدّم الجبهة خلال الحرب العالمية الثانية عام 1945. وبعدما تنقّل بين أماكن عدّة، انتهى به المطاف منسيّاً في مستودع تابع لمتحف "سبيش" في بلدة ليفوتشا شرق البلاد، حيث عثرت عليه صدفة عالمة التاريخ الفني مارتا هيروتسوفا.

كان التمثال مصنّفاً على أنه "لِفنان مجهول"، لكن هيروتسوفا لاحظت أن القاعدة نُقش عليها: "Ceciliae Gonzagae opus Donatelli" (تشيسيليا غونزاغا، عمل لدوناتيللو). وإذا تأكّدت نسبته، فسيكون هذا العمل هو الثامن فقط من بين الأعمال الموقعة من قِبل النحات الإيطالي الشهير في عصر النهضة التي اكتُشفت حتى الآن في العالم.

اكتشفت هيروتسوفا التمثال عام 2019، إلا أن الإعلان عنه لم يتم سوى في شباط/فبراير. "من كان يتوقع أن يظهر عمل أصلي لدوناتيللو في سلوفاكيا؟" قالت ماريا نوفوتنا، المديرة السابقة للمتحف، لوكالة "فرانس برس"، بينما أصبح التمثال محلّ جدل. فقد قررت وزيرة الثقافة ذات التوجه القومي، مارتينا شيمكوفيتسوفا، سحبه من المتحف ونقله إلى مكان غير معلوم في أواخر أيار/مايو، بحجّة الحفاظ على الأمن. وقد أثار القرار استياء النقاد والمؤرخين الفنيين، الذين أكدوا أنّ التمثال يحتاج إلى ترميم دقيق وبحوث علمية متخصصة للتحقق ممّا إن كان فعلاً من صنع دوناتيللو (1386–1466).

قصة حرب
للتمثال قصة خلفية ملحمية. بعد أن غادرت عائلة تشاكي، نهبت القوات السوفياتية منزلهم، الذي تحوّل لاحقاً إلى مركز احتجاز للفتيات في عهد الحكومة الشيوعية بعد تسلّمها السلطة في تشيكوسلوفاكيا عام 1948. وقد لعبت الفتيات بالتمثال، حتى إن بعضهن رسمن باللون الأزرق على عينيه، بحسب ما روى بيتر تشيزمار، ابن إحدى الحارسات السابقات.

في عام 1975، نُقلت الأعمال الفنية الباقية في المركز إلى متحف "سبيش" القريب. وكان التمثال يُنسب آنذاك إلى فنان مجهول من القرن التاسع عشر، "ووُضع في المستودع ولم يغادره منذ ذلك الحين"، بحسب نوفوتنا، المديرة السابقة للمتحف وعالمة تاريخ الفن.