بين كذب الاسرائيليين وتعظيم ادرعي... للجيش الكلمة الفصل - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين كذب الاسرائيليين وتعظيم ادرعي... للجيش الكلمة الفصل - تكنو بلس, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 05:37 صباحاً

استغربتُ، على غرار الكثير من ال​لبنان​يين، التعظيم والتفخيم غير المبرر للناطق باسم القوات الاسرائيلية افيخاي ادرعي، وهو امر لم يفعله الا بعض اللبنانيين للاسف. حسناً فعلت وزارة الاعلام حين اعادت التذكير بالامس من ان التواصل مع ادرعي او غيره من الاسرائيليين ممنوع ويعاقب عليه القانون، ولكن حتى لو لم يكن هناك من عقوبات، لماذا اعطاء الرجل اهميّة اكبر من حجمه؟ هو ليس سوى وسيلة اعلامية للجيش الاسرائيلي فقط لا غير، وكي لا يكون هناك من تضليل لاحد، ليس لادرعي اي قدرة على تقرير حجم الاعتداءات او مكانها او توقيتها، فهو ينقل ما يتم تزويده به... ولولا الحرب على غزّة وعلى لبنان، لكان ادرعي قابعاً في احد المكاتب في مستودعات القوات الاسرائيلية حيث لا يسمع او يهتم به احد...

أما وقد وصلت هذه الرسالة، فلا بد من التوقف عند تنامي الاعتداءات الاسرائيليّة والافتراء الكبير الذي يصدر في كل مرة عن المسؤولين في تل ابيب في محاولتهم تبرير هذه الوحشيّة ضد اللبنانيين، من انهم يستهدفون فقط ​حزب الله​ وليس الدولة او الجيش او باقي المواطنين. الكلام هنا لا يقتصر على الضاحية، بل على كل المناطق التي يقصفها الاسرائيليون شمالاً ويميناً، فقط لانه بامكانهم ذلك وليس هناك من يردعهم. صحيح ان حزب الله خسر المعركة عسكرياً، واصاب الكثير من اللبنانيين بالصدمة لانهم كانوا يرون انه قادر على اقامة توازن الردع، فتبيّن لهم عكس ذلك، ولكن هذا لا يعني انه على اللبنانيين القبول بالغطرسة الاسرائيلية، ولو ليس بقدرتهم الرد عسكرياً، فعلى الاقل الاكتفاء بالابقاء على الرفض المعنوي والمبدئي. في هذا الاطار، برز موقف قيادة الجيش عبر بيانها وفيه تحذير من ان استمرار العدو في اعتداءاته ورفضه كل الاجراءات المتخذة عبر لجنة متابعة وقف الاعمال العدائية، "يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع اللجنة (Mechanism) في ما خص الكشف على المواقع".

البيان كان بالغ الواقعية والمنطق، فهو لم يضلل اللبنانيين عبر الادعاء بأن الجيش قادر على مواجهة الطائرات الاسرائيلية ومنعها من تحقيق اهدافها، فالجميع يعلم ان "الفيتو" الموضوع على تسليح الجيش بالطائرات الحربية وبأنظمة الدفاع الجوي لا يزال حاضراً بقوة، وبالتالي لا مجال للتصدي للطائرات العسكرية، ولكن البيان كان واضحاً لجهة ان الاستمرار في الاستهتار بالدولة اللبنانية وبالجيش يعني انه لا قيمة لكلام المسؤولين الاسرائيليين ولا الاميركيين ولا الفرنسيين، وبالتالي لا يمكن للجيش ان يكون شاهد زور على هذه الاعتداءات، فيكتفي عندها بالابقاء على القيمة المعنوية والرفض المبدئي للاحتلال والاعتداء. هذا هو الموقف السليم الواجب اتخاذه، الى ان يخلق الله ما لا نعلم، وتتبدل الظروف ويتم السماح للجيش بالحصول على اسلحة تدعم كلام دول العالم، وتسمح له بالسيطرة والدفاع عن الحدود اللبنانية كافة، ضد اي عدو في الداخل او الخارج، اكان اسرائيل او غيرها، وكل كلام غير هذا الكلام لا قيمة له، وهو نابع اما من حقد اعمى على حزب الله والتحريض عليه، واما تبعية عمياء للحزب والتحريض على من يعارضه، وفي الحالتين ليس هناك اي تأثير سلبي على اسرائيل.

الخطة الموضوعة للشرق الاوسط لا تحتاج الى الكثير من التفكير والتحليل، فقد تم تسليم اسرائيل الجناح العسكري في المنطقة، كل المنطقة، حتى اشعار آخر، ولكن هذا لن يعني بأي حال من الاحوال ان السلام بات قريباً، فحتى لو تم ​التطبيع​، فالتوقيع تحت الضغط وبالقوة وعبر الاجرام، ليس حلاً دائماً، بل هو مجرد "ترقيع" للمشكلة ودفن للاحقاد والنار تحت رماد الدمار الناشئ عن الاعتداءات الاسرائيلية... وتحضيراً لجيل ينشأ على كره اسرائيل والانتقام منها بكل الوسائل المتاحة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق