في إطار جهود تطوير منظومة النقل العام، أصبح الأتوبيس الترددي محور اهتمام الجمهور بالإعلان الرسمي عن بدء الخدمة لأول مرة على الطريق الدائري بالقاهرة الكبرى. ويُعد هذا المشروع خطوة استراتيجية لتقليل الاعتماد على الميكروباصات وسيارات الأجرة العشوائية، وتحقيق انتقال حضاري في وسائل المواصلات بمصر.

ما هو الأتوبيس الترددي؟

أوضحت وزارة النقل المصرية أن الأتوبيس الترددي هو نظام نقل جماعي سريع يعتمد على حافلات كهربائية تعمل ضمن مسارات مخصصة على الطريق الدائري، وتتوقف عند محطات محددة، مما يسهم في تقليل زمن الرحلات، وتوفير وسيلة نقل منتظمة وآمنة بأقل تكلفة مقارنة بالوسائل العشوائية.

ويهدف هذا النظام إلى تقديم خدمات مريحة ومنظمة عبر مواعيد محددة، وتزويد الحافلات بشاشات عرض لمعلومات الرحلة، بالإضافة إلى توفير اتصال بشبكات النقل الأخرى مثل المترو والقطارات الخفيفة ومحطة عدلي منصور .

المرحلة الأولى من الأتوبيس الترددي ومحطات الطريق الدائري

تم تشغيل المرحلة الأولى من الأتوبيس الترددي لخدمة 14 محطة سطحية موزعة على امتداد 35 كيلومتر من محطة إسكندرية الزراعي إلى أكاديمية الشرطة. وقد تم اختيار هذه المحطات لتغطية المناطق الأكثر كثافة سكانية وربطها بمحاور حيوية ومراكز المواصلات الرئيسة.

قائمة محطات الأتوبيس الترددي (المرحلة الأولى):

إسكندرية الزراعي

العقيد أحمد عبد الرحيم

شبرا بنها

بهتيم

مسطرد

الخصوص

المرج

القلج

مؤسسة الزكاة

الفريق إبراهيم عرابي

السلام

عدلي منصور (محطة غير نمطية)

طريق السويس

أكاديمية الشرطة

ويمكن للمستخدمين دخول المحطات عن طريق أنفاق أو كباري مشاة لتسهيل الحركة وانتقال الركاب.

مميزات الأتوبيس الترددي في المرحلة الأولى

حافلات مكيفة وآمنة تعمل وفق جداول زمنية محددة.

تقليل كبير في زمن الرحلات مقارنةً بوسائل النقل التقليدية العشوائية.

الربط المباشر بين الأحياء السكنية والمحاور ووسائل النقل العام المتنوعة.

دعم جهود الدولة لتحقيق نقلة حضارية في البنية التحتية للنقل العام.

أسعار التذاكر للأتوبيس الترددي

حددت وزارة النقل أسعار التذاكر حسب المسافة وعدد المحطات، على النحو التالي:

حتى 4 محطات: 5 جنيهات

حتى 9 محطات: 10 جنيهات

حتى 14 محطة: 15 جنيهًا.

تم الاعتماد على نظام مرن يوفر تذكرة ثابتة أو حسب المسافة المقطوعة، دون زيادات غير مبررة.

تجربة الركاب وأداء النظام

شهدت الخدمة إشادة من الركاب وقيادات الوزارة، حيث أكد نائب وزير النقل أن أوقات الرحلة بين أكاديمية الشرطة وحتى تقاطع قليوب تبلغ نحو ساعة تقريبًا، كما أشاد بفاعلية نظام التحكم والسيطرة في إدارة حركة الحافلات، إلى جانب الإشراف المباشر من غرفة عدلي منصور لضمان سير الخدمة بكفاءة عالية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ حافلات الأتوبيس الترددي تعمل بالكهرباء، وتقوم بالتحميل في محطة الشرقاوية، مما يقلل التلوث ويدعم الاقتصاد الأخضر 

أثر الأتوبيس الترددي على حركة المرور

بدأ تنفيذ حظر مرور الميكروباصات على جزء من الطريق الدائري (35 كم) بالتزامن مع إطلاق المرحلة الأولى من الأتوبيس الترددي، ضمن خطة شاملة لإعادة تنظيم حركة الطرق وتحسين تدفق السير.

ويُتوقع أن يساهم النظام المستقبلي في تقليل الزحام وتحسين جودة الهواء، مع توسع المشروع ليشمل باقي الطريق وتغطية 48 محطة على امتداد 113 كم.

الخطوات التالية والأفق المستقبلي للأتوبيس الترددي

تعمل وزارة النقل حاليًا على استكمال المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع الأتوبيس الترددي، والتي ستغطي باقي محاور الطريق الدائري والمناطق الجديدة، منها محطة المتحف المصري الكبير ومحطات بمحاور المريوطية والهرم والترسا.

وبإتمام المشروع، ستستخدم المنظومة 100 حافلة كهربائية محلية الصنع، تعمل على مدار الساعة بفترات قد تصل إلى 1.5 - 3 دقائق بين الحافلات، مما يعزز كفاءة شبكة النقل الجماعي في القاهرة .

ويشكل الأتوبيس الترددي نقلة نوعية في خدمة النقل الجماعي بمصر، إذ يحقق توازناً بين التكلفة والراحة والجدولة، ويُعد نموذجًا حضاريًا للنقل العام في القاهرة الكبرى. ومع التوسع في المراحل القادمة، سينعكس ذلك إيجابيًا على تنقل المواطنين، وتقليل التكدس المروري، ويوفر بيئة نقل أكثر استدامة.