كتب - محمود طلبة 

أعلنت بانكوك اليوم السبت أنها كثفت انتشارها العسكري في المناطق المتنازع عليها، وذلك في تصعيد جديد على الحدود بين تايلاند وكمبوديا.  

ويأتي ذلك بعد رصد تعزيزات كمبودية على الجانب الآخر، في أعقاب اشتباك مسلح أسفر عن مقتل جندي كمبودي أواخر مايو الماضي. 

وعلى الرغم من التطمينات المتبادلة في الأيام الأخيرة بين البلدين بخصوص التزامهما بالحوار إلا أن الأوضاع عادت للاشتعال، وسط فشل محادثات ثنائية جرت يوم الخميس الماضي.  

وقال وزير الدفاع التايلاندي ونائب رئيس الوزراء فومتام ويتشاياشاي، إن الجانب الكمبودي رفض مقترحات طرحتها بلاده لنزع فتيل الأزمة، مؤكدًا أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها كمبوديا ساهمت في تأجيج الموقف على الأرض. 

وصرح ويتشاياشاي: في ظل التصعيد المستمر لم تجد الحكومة التايلاندية بدا من اتخاذ تدابير إضافية لتعزيز جاهزيتها العسكرية على الحدود، دون أن يقدم أي تفاصيل حول عدد القوات أو طبيعة التحركات. 

واتهم الجيش التايلاندي قوات ومواطنين كمبوديين باختراق الأراضي التايلاندية بشكل متكرر خلال الأيام الماضية، واصفًا ما جرى بالاستفزازات الواضحة التي تحمل نوايا عدوانية، مشيرا إلى أن كافة نقاط التفتيش الحدودية ستكون تحت رقابة أمنية مشددة. 

ولم تصدر وزارة الخارجية الكمبودية أي تعليق على الاتهامات التايلاندية حتى الآن، فيما شدد رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، في خطاب ألقاه اليوم، على أن بلاده لا تسعى إلى إشعال نزاع لكنها ستدافع عن نفسها بكل الوسائل. 

 وأضاف: نلتزم بالقانون الدولي لكننا لن نتساهل مع أي انتهاك لسيادتنا. قواتنا المسلحة جاهزة لحماية البلاد من أي تهديد خارجي. 

وتعود جذور النزاع بين البلدين إلى ترسيم الحدود البرية الذي قامت به فرنسا عام 1907، خلال فترة استعمارها لكمبوديا وتحديدًا في مناطق ما زالت غير محددة بدقة على الأرض بطول نحو 817 كيلومترًا.  

وكان التوتر قد بلغ ذروته في عام 2008، إثر خلاف على معبد بريا فيهير الأثري، وهو ما تسبب حينها في سلسلة من المناوشات الدامية استمرت لسنوات، وأسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل واندلاع قصف مدفعي متبادل عام 2011.