في لقاء تلفزيوني امتزجت فيه الصراحة بالامتنان، فتحت الفنانة الشابة سمية الألفي قلبها للحديث عن محطاتها الفنية الأولى وكواليس تعاملها مع كبار صنّاع الدراما والسينما في مصر، مؤكدة أن بداياتها جاءت على يد عمالقة شكلوا جزءاً كبيراً من وعيها الفني والثقافي، وأنها تؤمن بأن لكل إنسان نصيباً مكتوباً لا يتغير.

سمية الألفي تتحدث عن بداياتها الفنية

وخلال استضافتها في برنامج "الستات" عبر شاشة قناة النهار، تحدثت الألفي عن مشوارها الفني الذي بدأ من بوابة البطولة، حيث لعبت أول أدوارها السينمائية في فيلم "وردة"، لتفاجئ الوسط الفني بموهبة طبيعية وحضور لافت، حسب تعبيرها، وهو ما جعل الإعلامي الكبير محمود سعد يشيد بها في تصريحات علنية، معتبراً ظهورها خالياً من التكلّف والتصنّع، ومن دون أي مساحيق تجميل، علامة على موهبة فطرية تستحق التقدير.

تغيير الاسم هرباً من شبهة "الواسطة"

وفي موقف يكشف عن وعيها المبكر بأهمية بناء الذات بعيداً عن أي افتراضات أو أقاويل، كشفت الألفي أنها اختارت أن تغيّر اسمها من "سمية" إلى "ندى" مع أول ظهور سينمائي لها، حتى لا يُقال إن دخولها المجال الفني جاء بالواسطة، لا سيما كونها تنتمي إلى عائلة فنية. وأضافت أن هذه الخطوة جاءت بناءً على نصيحة الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي ساعدها على اتخاذ القرار من منطلق الحفاظ على المسافة المهنية بين الشخصي والمهني.

مع هادي الباجوري.. تجربة منضبطة وإنسانية

وتطرقت الألفي إلى تعاونها مع المخرج هادي الباجوري، واصفة إياه بأنه من أهدأ المخرجين الذين تعاملت معهم على الإطلاق، مشيرة إلى أن أجواء التصوير معه كانت دائماً مريحة وخالية من التوتر. وأكدت أن الهدوء الذي يتمتع به الباجوري داخل موقع التصوير وخارجه كان له أثر كبير في دعم الممثلين ومنحهم المساحة الكافية لتقديم أفضل ما لديهم.

وفي السياق ذاته، عبّرت الألفي عن تقديرها للمنتج والكاتب محمد حفظي، الذي رأت أنه من الشخصيات التي تؤمن بالمواهب الشابة وتمنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، مؤكدة أنها تعتبر نفسها محظوظة لأن أول خطواتها الفنية كانت إلى جانب هذه الأسماء الكبيرة.

الدراما.. بين "أحلام سعيدة" و"لدينا أقوال أخرى"

أما على مستوى الدراما التلفزيونية، فقد تحدثت الألفي عن مشاركتها في مسلسل "أحلام سعيدة"، والذي وصفته بتجربة فريدة من نوعها، لا سيما أنها وقفت فيه أمام النجمة يسرا وجسدت دور والدتها، تحت إشراف المخرج الكبير عمرو عرفة. وأكدت أن عمرو عرفة من المخرجين الذين يتركون للممثل مساحات إبداعية، ويشجعون على الإضافة والتعبير، وهو ما جعلها تتعلق بالدور وتمنحه من روحها.

كما أشادت الألفي بتجربتها مع شركة العدل جروب، التي وصفتها بـ"البيت الآمن للممثلين"، مؤكدة أنها تعاونت معهم في أكثر من عمل، من بينها مسلسلا "أحلام سعيدة" و"لدينا أقوال أخرى"، معتبرة أن العمل مع هذه المؤسسة الإنتاجية العريقة هو إضافة لأي فنان.

انسحاب مؤقت من الساحة.. والتعليم أولاً

وخلال اللقاء، كشفت سمية الألفي أنها تعمّدت الابتعاد لفترة عن الوسط الفني حتى تواصل دراستها الجامعية، مشيرة إلى أنها أنهت دراستها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة Calgary الكندية، وهو ما تعتبره خطوة مهمة في تشكيل وعيها الإنساني والثقافي. وقالت إنها كانت بحاجة لهذا التوازن بين الفن والعلم، وترى أن التعليم يثري الموهبة ولا ينتقص منها.

وفي حديثها عن نظرتها للحياة، قالت الألفي إنها تؤمن إيماناً عميقاً بالأقدار، وإن كل تجربة تمر بها تُضيف لها شيئاً على المستوى الشخصي والمهني. وأوضحت أنها تعيش حياتها برضا كامل، وترى أن لكل شيء توقيته المثالي، مؤكدة أن النجاح لا يُقاس فقط بالشهرة أو كثافة الظهور، وإنما بالسلام الداخلي والنضج.

وفي ختام اللقاء، عبّرت سمية الألفي عن فخرها بكونها امرأة، مشيدة بما وصفته بـ القدرة الخارقة التي تمتلكها النساء على التحمّل والصبر، وقالت إن النساء في كثير من المواقف يبرهنّ على قوة استثنائية تفوق ما قد يظنه البعض، خاصة في مواجهة الأزمات والتحديات اليومية، سواء على المستوى المهني أو الشخصي.