كتب - محمود طلبة 

وقعت شركة BAE Systems البريطانية عقدا قيمته 880 مليون جنيه إسترليني مع قوة الفضاء الأمريكية لتطوير عشرة أقمار صناعية متقدمة ضمن مشروع دفاعي طموح أطلق عليه الرئيس دونالد ترامب اسم القبة الذهبية.  

وتهدف هذه الأقمار إلى رصد وتتبع الصواريخ الباليستية والصواريخ الأسرع من الصوت، لتعزيز منظومة دفاعية فضائية متكاملة تحمي الأراضي الأمريكية من التهديدات الصاروخية المتزايدة، وسط تصاعد المنافسة التكنولوجية والعسكرية على الصعيد العالمي. 

تأتي هذه الأقمار كجزء من مشروع دفاعي شامل يعرف باسم القبة الذهبية، وهو برنامج طموح أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف بناء شبكة متكاملة من أجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية لتوفير حماية فضائية لأراضي الولايات المتحدة. 

وأوضحت شركة BAE Systems، المدرجة في مؤشر فوتسي 100، أنها حصلت على عقد مع قوة الفضاء الأمريكية لتزويد وزارة الدفاع الأمريكية بهذه الأقمار الصناعية، التي ستدور على ارتفاع يتراوح بين 1000 و22000 ميل فوق سطح الأرض، مما يتيح لها تغطية واسعة لرصد التهديدات الصاروخية العابرة للقارات. 

ويندرج هذا البرنامج ضمن خطة أوسع تصل قيمتها إلى 175 مليار دولار، تهدف إلى تطوير نظام دفاعي قادر على اعتراض الصواريخ الموجهة نحو الولايات المتحدة عبر شبكة متكاملة من الأقمار الصناعية وأجهزة الكشف الأرضية. 

وقال المقدم براندون كاستيلو من قوة الفضاء الأمريكية إن النظام الجديد سيقدم بيانات فورية ودقيقة لصناع القرار، مع قدرة عالية على التكيف مع مختلف التهديدات، خصوصا الصواريخ الأسرع من الصوت التي تمثل تحديا جديدا للدفاعات التقليدية. 

 ومن المتوقع بدء تسليم الأقمار الصناعية في عام 2029، مع تطوير إضافي للقدرات التقنية لرصد التهديدات في جميع أنحاء العالم. 

 ويذكر أن ترامب أطلق فكرة القبة الذهبية في الشهر الماضي، معيدًا إلى الأذهان مشروع الدرع الصاروخي الذي طرحه الرئيس الأسبق رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي، والمعروف إعلاميًا باسم حرب النجوم، والذي كان قد ساهم في تصعيد سباق التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. 

يتساءل الخبراء عن جدوى هذه البرامج من الناحية التقنية والمالية في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها، خصوصا في ظل تطور الصواريخ التي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت، والتي طورتها دول مثل الصين وروسيا. 

 وتعتمد خطة ترامب على الاستفادة من دروس القبة الحديدية الإسرائيلية، التي توفر حماية محدودة ضد الهجمات الصاروخية لكن المشروع الأمريكي يتطلع إلى نطاق أوسع وأدوات أكثر تطورًا. 

 وأكد الرئيس الأمريكي أن منظومة القبة الذهبية ستستخدم تقنيات فائقة تمكنها من اعتراض مختلف أنواع الصواريخ بما فيها النووية، مشيرًا إلى أن نجاح هذا المشروع يمثل عاملا حاسما في حماية أمن الولايات المتحدة وحفظ استقرارها في عالم مليء بالمخاطر.