سمير زعاطيطي للنشرة: لبنان بلد المياه في الشرق الأوسط والمطلوب الإنتقال إلى الإعتماد على الآبار الجوفية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سمير زعاطيطي للنشرة: لبنان بلد المياه في الشرق الأوسط والمطلوب الإنتقال إلى الإعتماد على الآبار الجوفية - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 02:13 مساءً

شدد الخبير الهيدروجيولوجي الدكتور ​سمير زعاطيطي​، في حديث لـ"النشرة"، على أن لبنان بلد المياه في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن ثلثي ثروته في قلب الجبال، لكن هناك سوءاً في إدارة السياسة المائية في البلاد، معتبراً أن المطلوب تغيير كل السياسة القائمة منذ سنوات، والانتقال إلى الاعتماد على المياه الجوفية، من خلال البحث في كل منطقة عن إمكانياتها المائية وحفر بئر لها، خصوصاً أن التجارب أثبتت نجاح ذلك.

في هذا السياق، ينطلق زعاطيطي في حديثه إلى ما كانت قد أشارت إليه البعثة الفرنسية الجيولوجية، التي عملت في لبنان منذ العام 1928 حتى العام 1955، مشيراً إلى أن هذه البعثة التي كانت تبحث عن المعادن، قالت إن لبنان بلد المياه في الشرق الأوسط، في حين أن الشرق الأوسط قليل المياه، كما يلفت إلى ما كان قد أكّد عليه المهندس إبراهيم عبد العال، الذي شدد على أن "جبالنا مخازن حقيقية للمياه"، موضحاً أن في لبنان هناك 12 نهراً ساحلياً بينما ليس هناك أي نهر أو نبع في فلسطين وأيضاً في شمال سوريا.

وأوضح زعاطيطي أن هذه الأنهار تُفرغ المخازن الجوفية التي هي الجبال، مشيراً إلى أن البنك الدولي كان قد لفت إلى أن هناك بلدين في المنطقة لديهما كميات مياه فائضة عن حاجاتهما، هما تركيا ولبنان، بينما تقرير الأمم المتحدة الصادر في العام 1970 كشف أن المعدل السنوي لحجم المتساقطات في لبنان هو 10 مليارات متر مكعب، تدخل منها 3 مليارات إلى المياه الجوفية ثم تخرج نحو البحر أو عبر الحدود إلى الخارج، في حين أن لدينا نحو 1.3 مليار متر مكعب مياه سطحية، ينابيع وأنهار، مع الأسف كلها باتت ملوثة.

ورداً على سؤال، أشار زعاطيطي إلى أن المعدل العام للمتساقطات حسب مرصد الجامعة الأميركية هو 880 ملم، في حين هو بحسب مرصد مطار بيروت الدولي 700 ملم، موضحاً أن الفارق هو بسبب التضاريس والميكروكليما، بينما بحسب تسجيلات مرصد القلمون، على مدى 30 عاماً، هناك سنة جفاف كل 10 أو 11 عاماً، لافتاً إلى أن الدكتور وجدي نجم، بحسب الدراسات التي كان قد قام بها، يؤكد أن المتساقطات لا تزال ضمن المعدل.

وشرح زعاطيطي أن التغير المحيط في لبنان هو التغير الحراري، حيث ارتفعت درجات الحرارة، على مدى 60 عاماً، بمعدل درجتين ونصف، بحسب الدراسات التي قام بها نجم أيضاً، والذي عمل على محطات مطار بيروت والكسارة في البقاع وطرابلس، نتيجة الاحتباس الحراري العالمي، الذي يؤدي إلى ذوبان الثلوج بشكل أسرع.

وبناءً على ما تقدم، شدد زعاطيطي على أن المياه موجودة في لبنان ولكن السياسة المائية خاطئة، موضحاً أنه في السابق كانوا في أوروبا يعتمدون على السدود، إلا أنهم منذ سنوات انتقلوا إلى الاعتماد على المياه الجوفية، مؤكداً أن سياسة الاعتماد على ​السدود في لبنان​ لا أساس علمي لها، لكن يتم اختيارها بسبب السرقات الكبيرة التي تتضمنها.

ولفت زعاطيطي إلى أن جميع السدود التي شُيّدت كانت فاشلة، لأن لدينا أودية ضيقة ومجاري مياه سريعة، وطبيعة أرضنا لا تسمح بالتخزين على سطحها، إلا أنها تسمح بتخزين المياه الجوفية، ما يفترض الانتقال إلى الاعتماد على المياه الجوفية وتحسين إدارة المياه، خصوصاً أن التجارب في هذا المجال أثبتت نجاحها منذ سنوات، لكنهم لا يتحدثون عنها.

ومع عودة الحديث عن السدود من أجل تأمين المياه إلى مدينة بيروت، شدد على أن مدن صيدا وصور والنبطية ومرجعيون تتزود كلها بالمياه الجوفية المتجددة سنوياً، بالإضافة إلى عواصم أوروبية عديدة منها باريس وروما وفيينا.

وفي حين أشار إلى أنه لا يوجد مخزن جوفي تحت مسطح بيروت يمكن الاعتماد على مياهه، بسبب حفر العديد من الآبار، أوضح أن المخازن الكربوناتية القاسية والمشققة والتي تذوب بمياه الأمطار تحيط بالعاصمة وتحتوي على مخزون مائي كبير، لافتاً إلى وجود مواقع مناسبة جيولوجياً و​هيدروجيولوجيا​ً لاستثمار المخزن الكارستي الجوراسي المشبّه بالمياه الجوفية بالقرب من بيروت، حيث تم تحديد منطقتين غنيتين بالمياه الجوفية المتجددة سنوياً، هما منطقة وادي شحرور - كفرشيما ومنطقة جسر القاضي - الدامور.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق