كتب - محمود طلبة 

كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن واشنطن قدمت عرضا جديدا إلى طهران يتيح لها تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها لأغراض مدنية، ضمن اتفاق محتمل يشترط التزاما صارما يرضي الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية تمهيدا لرفع العقوبات الاقتصادية. 

 وجاءت الوساطة عبر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي زار طهران السبت الماضي حاملاً المقترح الأمريكي وسط أجواء توحي بانفتاح محدود في الموقفين.  

وفي تعليق رسمي أكد البيت الأبيض أن القبول بهذا العرض يصب في مصلحة إيران. 

ويأتي هذا العرض بعد سنوات من المواقف الأمريكية المتشددة التي أُعلنت صراحة على لسان مبعوثين بارزين مثل ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو واللذين شددا مرارا على أن واشنطن لن تقبل بتخصيب يورانيوم داخل إيران تحت أي ظرف كما طالبا بتفكيك كامل للمنشآت النووية.  

ويعكس المقترح الجديد بحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"أكسيوس" تحولًا واضحًا نحو مرونة أكبر في التعامل مع الملف. 

 وتمسكت إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية واعتبرت ذلك خطا أحمر لا يمكن التنازل عنه، لكن المقترح الأمريكي الجديد يفتح نافذة تفاوضية مختلفة، قد تمهد الطريق لاتفاق نووي جديد أكثر توازنا. 

 وتتضمن الوثيقة التي أعدها ويتكوف أفكارا أولية سيتم طرحها في الجولة القادمة من المحادثات وتنص على استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم لكن بمستويات منخفضة لا تتجاوز 3%، مع وقف أي تطوير لمرافق جديدة تحت الأرض وتجميد الأنشطة في المنشآت الحالية لفترات يتم التوافق عليها لاحقًا.  

وتلتزم طهران بموجب هذا العرض بوقف تطوير أجهزة الطرد المركزي الحديثة وتفكيك البنية التحتية الخاصة بتحويل ومعالجة اليورانيوم، بالإضافة إلى قبولها الفوري للبروتوكول الإضافي الخاص بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لتأمين نظام رقابة وتحقق صارم. 

 ويشترط المقترح الأمريكي ألا يتم رفع أي عقوبات اقتصادية قبل أن تظهر إيران التزاما فعليا بالبنود المتفق عليها، بما يرضي واشنطن والوكالة الدولية وهو ما يشير إلى رغبة الإدارة الأمريكية في الموازنة بين الانفتاح على الحلول السياسية من جهة والحفاظ على أدوات الضغط من جهة أخرى.