تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي أنَّ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وجّه بصرف حصص النفط لعدد ممن يعيشون في بلجيكا، بطلب من السفارة البلجيكية. إلا أنَّ هذا الخبر خاطئ، ولم يصدر السوداني قراراً مماثلاً. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لقناة "العراقية الإخبارية" تضمّن صورة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مع خبر (من دون تدخّل): "السوداني يوجه بصرف حصص النفط لمن يعيشون في بلجيكا، والبالغ عددهم 964، بحسب طلب السفارة البلجيكية".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- بعد عملية بحث عكسي عن الصورة، عبر محرك غوغل، اتّضح أنَّ القالب الإخباري المتناقل لقناة "العراقية الإخبارية" معدّل، إذ تم حذف النص الأصلي منه واستبداله بالمتداول. ويتضح ذلك من خلال نسق الخط وطريقة الصياغة، واللذين يختلفان عما تستخدمه عادة القناة. وتتضمّن الصورة الأصلية المنشورة في صفحة "شبكة الإعلام العراقي" على منصّة إكس، في 14 أبريل/نيسان 2025، خبرا مفاده: "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يوجه بتوثيق إجراءات التحقيق مع المتهمين في مراكز الشرطة ودوائر التحقيق عبر الكاميرات الفيديوية".

لقطة شاشة للصورة الأصلية (إكس)

2- لم تُشر أي من الوثائق الرسمية أو البيانات الصادرة عن الحكومة العراقية، مثل اجتماعات مجلس الوزراء أو

3-    تجدر الإشارة إلى أنَّه ليست هناك سفارة بلجيكية مقيمة في العراق حتى تاريخ اليوم، ولا تزال بلجيكا تُدير علاقاتها الديبلوماسية بالعراق من خلال سفارتها في عمّان- الأردن، حيث يُقيم السفير البلجيكي المعتمد لدى العراق.

في يناير/كانون الثاني 2025، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ملك بلجيكا لويس فيليب ليوبولد ماري إلى رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي من خلال افتتاح سفارة بلجيكية ببغداد، معتبراً ذلك خطوة مهمة لتعميق الروابط بين البلدين.

وليست هناك معلومات دقيقة عن عدد الجالية العراقية في بلجيكا. إلّا أنَّ بعض المواقع المتخصصة، مثل موقع "جوشوا"، يذكر أنَّ 21 ألف عراقي يقيم في العاصمة البلجيكية بروكسيل.

وعُقد آخر لقاء بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ومسؤول بلجيكي في 27 فبراير/شباط 2024. في ذلك اليوم، التقى السفير غير المقيم لبلجيكا في العراق سيرج ديكشن، للتباحث في العلاقات بين العراق وبلجيكا، وسبل تعزيزها وتوسيع الشراكة بين البلدين، وضرورة استمرار زخم المشاورات الثنائية، فضلاً عن أهمية وجود سفير مقيم لبلجيكا في العراق، بحسب البيان الرسمي.

وبيّن السوداني سعي العراق إلى توسيع التعاون الاقتصادي مع بلجيكا، بخاصة في مجالات الطاقة النظيفة والبنى التحتية وتقنيات المياه، إضافة إلى التعاون في مكافحة الفساد واسترداد الأموال العراقية والمطلوبين للقضاء العراقي، وتوقيع مذكرة تفاهم قانونية في هذه المجالات.

وعبّر السوداني عن تقديره لموقف الحكومة البلجيكية بتعاونها عبر تسلّم مواطنيها من مخيّم الهول، وحضّ بقية الدول الأوروبية على اتباع المسار ذاته.

وفي 13 مايو/أيار 2025، كان آخر تواصل بين البرلمان العراقي والجانب البلجيكي، حين عقدت لجنة العلاقات الخارجية النيابية، برئاسة النائب ديلان غفور صالح، اجتماعاً مع بعثة السفارة العراقية في بلجيكا، بمشاركة عدد من النواب العراقيين، للبحث في ملفات تسهيل إجراءات منح التأشيرة للعراقيين، والهجرة، والبرامج السياسية والإنسانية، إضافة إلى الدور الرقابي النيابي في دعم عمل السفارات. إلّا أنَّه لم يتضمّن ما تمّت الإشارة إليه في الادّعاء الخاطئ.