نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"رابطة العالم الإسلامي".. تواصلٌ مع النخبِ والجامعات! - تكنو بلس, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 05:34 صباحاً
من يتابع نشاطات الأمين العام لـ"رابطة العالم الإسلامي" الشيخ محمد العيسى، يجد أن لديه إصراراً كبيراً على التواصل مع النخب الفكرية والجامعات في أوروبا والولايات المتحدة، وعلى زيارة الأكاديميات ومراكز الدراسات، ولقاء الأساتذة والطلاب، والدخول في حوارات مباشرة معهم حول القضايا المختلفة، حتى تلك الأكثر دقة، المتعلقة بمفهوم الدين والرسائل السماوية والعلاقة بين الأديان والثقافات، والسبل الأكثر نجاعة لتجاوز الخلافات التاريخية التي عمّقتها النزاعات والحروب، وكيفية صوغ رؤية مشتركة تسهم في الحد من خطابات التشدد والإسلاموفوبيا، وتجعل الحوار هو الجادة الأوحد لحل المشكلات عوضاً عن استخدام السلاح والقتل!
هذه اللقاءات ليست "حملة علاقات عامة" عابرة كما يتصوّر بعضهم خطأً، بل هي استراتيجية تستند إلى الرؤية الشرعية والفكرية لدى الشيخ محمد العيسى، وهو الوزير السابق والفقيه العارف بعلوم الدين، الذي جاء بهذه الخبرات ليسخرها في "مهمة شاقة" لكن ضرورية من أجل السلام. وهي المهمة التي من الضروري أن ينخرط فيها مختلف القادة الدينيين بما يمتلكون من احترام ومكانة لدى ملايين الأتباع حول العالم.
إن الدين قوة مؤثرة، وقد يتحول أداة للكراهية إذا ترك الأمر للمتطرفين، ولذا فإن استرداد قيمه وروحه التي سعى المتشددون في الأديان المتنوعة إلى انتزاعها، هذا الاسترداد أمرٌ ملحّ، يحتاج إلى خطة طويلة الأمد، علمية وشجاعة، ومدعومة من المؤسسات المعنية بذلك.
الأمين العام لـ"رابطة العالم الإسلامي" قصد الولايات المتحدة الأميركية في أيار/ مايو الماضي، فزار جامعة "ديوك"، وألقى محاضرة حول "الحضارة الإسلامية ومسيرتها في العلوم والآداب" عرض فيها بشكل موثق الحضارة الإسلامية ومدنيتها المتعدّدة في السياسة والإدارة والمجتمع، متناولاً عدداً من "القضايا المطروحة في بعض الكتابات العالمية، وبعض تقارير مراكز الفكر والأبحاث، ولا سيما جدلياتها الفكرية في التشريعات والحقوق والفلسفة والفنون".
العيسى شهد بعد الحوار الذي أعقب محاضرته، توقيع مذكرة تفاهم لتوسيع الشراكة بين "المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف" التي يرأس مجلس إدارتها، و"كلية ديفنتي" في جامعة "ديوك"، وذلك بهدف "تعزيز مجالات التعاون والعمل بين المؤسستين العريقتين، وتفعيل دور القيادات الدينيّة والأكاديميّة لمعالجة القضايا الملحّة في مجتمعاتها".
نشاطات العيسى في زيارته، شملت أيضاً إلقاء محاضرة في جامعة "ستانفورد"، ركزت في ثناياها على الصراعات الأيديولوجية - الدينية والفكرية - مع استعراض نماذج لأخطارها وحلولها، وإيضاح الفرق بين الاختلافات الدينية والفكرية التي تُمثل طبيعة الحياة وواقعها الذي لا يُمكن إلغاؤه، مع ضرورة تفاهمها وتعايشها وتعاونها، وبين صراعها وانقسام مجتمعاتها وأممها والآثار الناتجة عن ذلك.
الشيخ العيسى التقى أيضاً عدداً من رواد الأعمال التجارية والتنفيذيين في "وادي السيليكون"، ثم استقبل في مقر إقامته الكاتب السياسي توماس فريدمان، وبعدها الرئيس التنفيذي لصحيفة "واشنطن بوست" ويليام لويس.
هذا التنوع في النشاطات يراد منه بناء شراكات مستدامة مع جهات مؤثرة مختلفة، في التعليم والأعمال والإعلام، وبالتالي عدم قصر علاقة "رابطة العالم الإسلامي" على القيادات الدينية في الولايات المتحدة أو الشخصيات السياسية الحكومية وحسب، بل توسيع هذه الشبكة لتكون أكثر قدرة على التأثير الإيجابي، خصوصاً في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم تصاعداً للعنف في الشرق الأوسط مع استمرار الحرب الدموية الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أعلن الشيخ العيسى في أكثر من مرة إدانة "الرابطة" لها بشكل واضح وصريح، وتأكيده أن السلام العالمي يجب أن يترسخ بمشاركة الجميع، لأن في ذلك خير البشرية وتقدّم حضاراتها!
0 تعليق