اجتاح مقطع فيديو ساخر، لكنه شديد الواقعية، مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهر كنغر واقفًا بهدوء في طابور بمطار، وكأنه مسافر عادي يحمل بطاقة صعود الطائرة وينتظر دوره. هذا المشهد، الذي يبدو مستحيلًا، نجح في إقناع ملايين المتابعين على منصات مثل إنستغرام وإكس وفيسبوك، ما بين الضحك والدهشة والتساؤل: هل هذا الكنغر حقيقي حقًا؟ وهل يمكن أن يصعد طائرة بالفعل؟

في الفيديو المنتشر، تدور مشادة كلامية بين امرأة ومضيفة طيران قرب بوابة الصعود، بينما يقف كنغر بجانبهم بهدوء لافت للنظر، يرمق الكاميرا بنظرة أقرب إلى البراءة. ما جعل المشهد أكثر خداعًا هو التفاصيل الدقيقة: بطاقة الصعود في يد الكنغر، انفعالات الأشخاص حوله، والحركة الطبيعية للإضاءة والظلال. المشاهدون، وبينهم كثير من المؤثرين، لم يتمالكوا أنفسهم من مشاركة المقطع مع تعليقات من قبيل "أستراليا مختلفة" و"هل أصبح السفر أكثر انفتاحًا للحيوانات؟".

رغم واقعية المشهد، إلا أن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا. الفيديو لم يكن سوى ثمرة للذكاء الاصطناعي، أنشأته صفحة تُدعى "Infinite Unreality" على إنستغرام، وهي معروفة بإنتاج مقاطع خيالية لحيوانات تعيش سيناريوهات بشرية سريالية. من بين أعمالهم السابقة: زرافة تصعد طائرة، فرس نهر يجلس في مقعد الدرجة الاقتصادية، وخنزير يُدفع في عربة أطفال. 
الحساب يوضح دومًا أن هذه المقاطع مولدة بالذكاء الاصطناعي، لكن إعادة نشر هذه الفيديوهات في سياقات مختلفة غالبًا ما تُفقد المشاهد الإشارة الأصلية إلى حقيقتها.

وقد انتشر مقطع الفيديو على نطاق واسع بسرعة كبيرة بعد مشاركته على الكثير من حسابات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حساب يدعى "الجانب السليم من إكس"، إذ حصد أكثر من 4 ملايين مشاهدة. وعلى منصة إنستغرام وحده، تجاوز 10 ملايين مشاهدة. وقد انهالت التعليقات من المستخدمين المُستمتعين والمُتحيرين على حد سواء.

فيما قد أعجب بعض المشاهدين بسلوك الكنغر، حيث قد كتب أحدهم: "الطريقة التي يحمل بها بطاقة صعود الطائرة في انتظار مسحها ضوئيًا"، فيما مازح مستخدم آخر قائلاً: "يبدو أن سلوكه أفضل من كثير من البالغين الذين يصعدون على متن الطائرات". 

ويعتمد نجاح هذه الفيديوهات على التقدم الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال التوليد البصري والتزييف العميق (Deepfake). التفاصيل الدقيقة، تعابير الحيوانات، وتناسق الحركة مع الخلفيات الواقعية، كلها تساهم في خلق مشهد يخدع حتى العين المدربة. وما يزيد من انتشار مثل هذه المقاطع هو أن الإنترنت يميل إلى تصديق ما يُدهشه، خاصة إذا كانت التجربة غير مألوفة ولكن "ممكنة" ضمن خيالنا.