الخارج إلى داخل النفس: قراءة في تجربة الكاتب الصحفي السعودي عيسى المزمومي! - تكنو بلس

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الخارج إلى داخل النفس: قراءة في تجربة الكاتب الصحفي السعودي عيسى المزمومي! - تكنو بلس, اليوم السبت 31 مايو 2025 02:00 مساءً

بقلم: عادل الحربي

عيسى عبد الرحمن المزمومي هو اسم بارز في عالم الصحافة والأدب السعودي، حيث تميز بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الشعر والفلسفة. وُلد في 10 يونيو 1975 م ، وبدأ مسيرته المهنية قبل أكثر من 30 عامًا، ليصبح واحدًا من أبرز الكتّاب في الساحة الإعلامية والثقافية بالمملكة.

أعماله الأدبية:

انا ومن بعدي الطوفان (2024):
يُعتبر هذا الكتاب مرآة تعكس مراحل مهمة من التاريخ الحضاري السعودي، حيث يتناول المزمومي في مجموعة مقالاته الوطنية والاجتماعية والثقافية مسار الوطن من مؤسس الكيان إلى رؤية سمو ولي العهد. يقدم الكتاب تساؤلات عميقة حول الهوية الفردية وتأثير الأحداث التاريخية على المجتمع، ويتميز بأسلوبه الأدبي الرفيع الذي يمزج بين الشعرية والعمق الفلسفي.

بصمات على قارعة الوجع (2024):
يُعد هذا الكتاب تجسيدًا للتجارب الإنسانية العميقة، حيث يتناول المزمومي موضوعات الألم والحنين من خلال نصوص أدبية تأملية. يستخدم الكاتب الصور البلاغية والمجازات ليخلق نصًا يعكس عمق التجربة الإنسانية، مما يجعله يتفاعل مع القارئ على مستويات متعددة. يتناول الكتاب حالات الفقد والغربة، ويعكس صراع الهوية في عالم متغير.

الخروج إلى الداخل (2025):
في هذا العمل، يقدم المزمومي دعوة للتأمل الذاتي والمواجهة مع الذات، حيث يتناول مواضيع تطوير الذات والسلوك الإنساني. يتجاوز الكتاب حدود الوصف ليقدم تجربة فكرية تتحدى القارئ للتفكير في هويته ومكانته في المجتمع. يجمع الكتاب بين التقنيات النفسية والفلسفية، مما يعكس قدرة المزمومي على دمج الفكر العميق مع اللغة الشعرية.

قراءة في تجربته الإبداعية والأدبية:

تجربة عيسى المزمومي الأدبية ليست مجرد مجموعة من الكتب، بل هي رحلة فكرية تأخذ القارئ إلى أعماق النفس البشرية. يتميز بأسلوبه الذي يجمع بين التأمل والشعور، مما يجعل نصوصه قادرة على التفاعل مع القارئ على مستويات عاطفية وفكرية. ينطلق من تجاربه الشخصية ليعكس قضايا مجتمعية وثقافية حيوية، مما يجعله واحدًا من أهم الأصوات الأدبية في السعودية.
عبر أعماله، يطرح المزمومي تساؤلات وجودية عميقة تدفع القارئ للتفكير في معاني الحياة والهوية. إن أسلوبه الأدبي الراقي واللغة الغنية بالتأملات تجعل من كل كتاب له تجربة فريدة تستحق القراءة والتأمل. إن عيسى المزمومي، بفضل رؤيته الثاقبة وقدرته على تسليط الضوء على قضايا مجتمعية وثقافية هامة، يمثل واحدًا من أبرز الكتّاب الذين يعكسون روح العصر وتحولات المجتمع السعودي.
في زمنٍ تتسارع فيه الخطى وتتناهشنا ضوضاء الماديات، يأتينا الكاتب والإعلامي السعودي عيسى المزمومي بصوت مختلف؛ همسٌ فكري عميق يتجاوز ضجيج الحياة ليقودنا إلى رحلة معكوسة نحو الداخل. “الخروج إلى الداخل”، الصادر عن دار صوت المؤلف عام 2025، ليس مجرد عنوان لكتاب، بل فلسفة حياة ودعوة للتأمل والمواجهة الهادئة مع الذات.
يمتد الكتاب على 428 صفحة، ويتوزع على ثلاثة فصول رئيسية تتناول تطوير الذات، والسلوك الإنساني، والبرمجة اللغوية العصبية (NLP). غير أن جوهر الكتاب لا يكمن فقط في بنائه الموضوعي، بل في روحه الفكرية التي تمزج بين التأمل الفلسفي والتحليل النفسي، وتنتقل بسلاسة بين عمق الذات ومرايا المجتمع. لا يقدم المزمومي وصفاتٍ جاهزة، ولا يقع في فخ الحلول السطحية، بل يطرح أسئلة وجودية تشبه المطارق الصغيرة التي تطرق على جدران وعينا المغلقة: من نحن؟ ولماذا نفعل ما نفعل؟ كيف نتحرر من التلقائية والبرمجة الموروثة؟ إنها دعوة للتفكير لا للتلقين، وللتغيير لا للتزيين.بعنوان يحمل مفارقة فلسفية، يذكّرنا المزمومي بأن الهروب من الذات إلى العالم الخارجي لن يمنحنا الخلاص، وأن المواجهة الحقيقية تبدأ من الداخل. هنا يبرز الكتاب كمرشد صامت لثورة هادئة، ثورة ضد القيود النفسية والاجتماعية التي تكبلنا، وضد الضغوط الثقافية التي تفرض علينا أنماطًا جامدة من النجاح والسعادة. في هذا السياق، يتناول الكاتب مفهوم “الوعي الذاتي” بوصفه حجر الزاوية لأي تغيير مستدام، ويؤكد أن التنمية الاجتماعية لا يمكن أن تتحقق ما لم تترافق مع تنمية حقيقية للفرد. هذه الثنائية – الفرد والمجتمع – تتكرر في الكتاب كأنها رقصة جدلية لا تنفصم.ومن أبرز سمات الكتاب أسلوبه الأدبي الرفيع، حيث تمزج اللغة بين النثر الفلسفي والتأمل الوجداني. لا يسرد المزمومي الأفكار بل يرسمها بالكلمات، ويُضفي على النص مسحة شعرية تُحوِّل القراءة إلى تجربة روحية. يظهر هذا التميز في تناوله لنماذج إنسانية ملهمة، حيث يعرض قصص أكثر من 86 شخصية سعودية بارزة – من ريانة برناوي إلى الدكتور صالح الشادي – بوصفهم شواهد حية على قدرة الإنسان على التجاوز والتجدد. هذه النماذج لا تُقدَّم كرموز للكمال، بل كبشر خاضوا رحلاتهم الخاصة في مواجهة التحديات وتحقيق الذات.
يُخصص الكتاب فصلاً كاملاً للغوص في طرق التفكير الواعي وفهم السلوك البشري، في محاولة لرصد الجذور النفسية التي تحدد قراراتنا، وتوجه علاقاتنا بأنفسنا وبالآخرين. كما يعرض أدوات وتقنيات من علم البرمجة اللغوية العصبية (NLP) تُساعد القارئ على إعادة صياغة واقعه الذهني والعاطفي، وفتح آفاق جديدة للوعي. لكن جمال الكتاب يكمن في كونه لا يسقط في النفعية السريعة، بل يصر على عمق التجربة: فالمعرفة ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة لتغيير جذري يبدأ من الداخل ويُثمر في الخارج.
في عالمٍ يُشجّع على الهروب من الذات نحو الإنجاز الظاهري، يأتي “الخروج إلى الداخل” كوقفة تأملية جادة. هو ليس فقط دليلًا معرفيًا أو مرجعًا في التنمية، بل تجربة نفسية وفكرية تحفّز القارئ على مساءلة ذاته، والانطلاق في رحلة اكتشاف حقيقية. كتابٌ يُقرأ بالعقل، ويُشعر بالقلب. تجسد تجربة عيسى المزمومي الأدبية مزيجًا من العمق الفكري والبلاغة الأدبية، مما يجعل أعماله ثروة ثقافية تستحق القراءة والدراسة!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق