أحدثت الممثلة الشابة آية سماحة ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشرت تدوينة انتقدت فيها الفنانة القديرة مشيرة إسماعيل، إثر قرار إغلاق عيادة بيطرية داخل العقار الذي تسكن فيه الأخيرة بحي مصر الجديدة.

وفي منشور غاضب عبر صفحتها على "فيسبوك"، تساءلت سماحة عن سبب تقديم الشكوى ضد العيادة، رغم امتلاكها التراخيص القانونية، مستنكرة تجاهل وجود حيوانات بداخلها. وكتبت: "العيادة مرخصة وورقها سليم، مش مهم الحيوانات تموت المهم مشيرة متزعلش؟".

ورغم حذف المنشور لاحقًا، إلا أن تداعياته تصاعدت، خاصة بعد إصدار نقابة المهن التمثيلية بيانًا أكدت فيه تلقي شكاوى متعددة ضد الفنانة، مشيرة إلى أن النقابة تبحث اتخاذ قرار بشأن تصريح عملها.

ورداً على الموجة الغاضبة، أصدرت آية سماحة اعتذاراً علنياً، أكدت فيه احترامها لتاريخ الفنانة مشيرة إسماعيل، واصفة ما كتبته بـ"الاندفاع غير اللائق"، لكنها لم تنجُ من استمرار الهجوم الإعلامي الذي طالب بوقفة ضد تجاوزاتها المتكررة.

خلافات متكررة مع الإعلام.. من جنازة سليمان عيد إلى "حظر الصحفيين"

أزمة آية سماحة مع الفنانة مشيرة إسماعيل ليست الأولى. ففي أبريل الماضي، تعرضت لانتقادات لاذعة بعد مشاركة زوجها المخرج محمد السباعي منشورًا يُسيء إلى مصوري جنازة الفنان الراحل سليمان عيد.

المنشور تضمن صورًا لعدد من الصحفيين مع تعليقات اعتبرها كثيرون "مهينة"، بينما دعّمت آية المنشور بتعليقات وُصفت بأنها "تفتقر للاحترام".

على إثر ذلك، أصدرت شعبة المصورين بنقابة الصحفيين بيانًا نددت فيه بما حدث، مطالبة باتخاذ إجراءات قانونية، قبل أن يتدخل الزوجان لنشر اعتذارات رسمية عبر "فيسبوك"، أكدا فيها احترامهما للإعلام ودوره.

إلا أن التوتر لم يتوقف عند ذلك الحد، إذ عادت سماحة لتُثير الجدل بعد حظرها عددًا من الصحفيين من صفحتها، عقب أزمتها الأخيرة، مما اعتبره البعض "تصعيداً مقصوداً" و"محاولة للهروب من الانتقادات".

انتقاد محمد صلاح يشعل موجة جديدة من الانقسام

لم تمضِ سوى أسابيع على أزمة الصحفيين، حتى عادت آية سماحة لتتصدر العناوين مجددًا بتصريحات عن النجم محمد صلاح.

نشرت الفنانة الشابة صورة للاعب منتخب مصر ونادي ليفربول، مطالبة إياه بالتحدث علنًا عن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، ما أثار موجة تباين في ردود الأفعال.

وخلال لقاء إعلامي مع المذيعة أميرة بدر، أوضحت سماحة أن انتقادها لصلاح لم يكن شخصيًا، بل نابع من شعورها بأهمية الدور الذي يجب أن يلعبه المشاهير في التعبير عن القضايا الإنسانية.

وأكدت أنها لم تشعر بالندم تجاه ما قالته، معتبرة أن "التعبير عن الرأي بحرية لا يُعد خطأ"، خاصة في ظل ما وصفته بـ"الواقع المؤلم الذي تعيشه غزة".

أزمة "الشماتة في الموت".. حادثة الفيوم تكشف تناقضًا

في فبراير الماضي، أثارت آية سماحة موجة غضب بعد تعليقها على حادثة وفاة حارس حديقة حيوان الفيوم، الذي هاجمه أسد أثناء عمله.

أعادت نشر تعليق يشير إلى أن الحارس كان يُخدر شبل الأسد بشكل متكرر من أجل التصوير مع الزوار، وهو ما اعتُبر استغلالًا، وأرفقت المنشور بعبارات منها: "ربنا ينتقم منك"، في تعبير وُصف بأنه "شماتة غير إنسانية".

التعليق أثار عاصفة من الانتقادات، وصلت إلى حد مطالبة البعض بتحريك دعوى قضائية ضدها من قبل أسرة الحارس.

ورغم حذفها للمنشور لاحقًا، فإنها لم تصدر أي توضيح أو اعتذار، مما زاد من حدة الغضب، وسط اتهامات بالتناقض في مواقفها، بين التعاطف المفرط مع الحيوانات، والغلظة تجاه البشر.

مسلسل "أشغال شقة جداً" لا يُطفئ الجدل.. بل يزيده

بالتزامن مع عرض مسلسلها "أشغال شقة جداً" في موسم رمضان الماضي، ظهرت آية سماحة على الشاشات في أدوار كوميدية، لكنها لم تنجح في تحويل الأنظار عن سجلها المتوتر على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما شاركت أيضًا في مسلسل "الكابتن" إلى جانب أكرم حسني وسوسن بدر، لكن الجمهور بدا منشغلاً أكثر بتصريحاتها ومنشوراتها المثيرة، أكثر من اهتمامه بأعمالها الدرامية.

وفي ظل تراكم الأزمات، يرى مراقبون أن الفنانة الشابة أصبحت وجهًا دائمًا للجدل، سواء عبر التصريحات أو المواقف، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الأزمات تُستخدم كوسيلة متعمدة للفت الأنظار أم أنها انعكاس لشخصية غير قادرة على التحكم في الاندفاع والتعبير العلني.

تحقيق نقابي .. ومستقبل مهني غامض

في ضوء هذه الأزمات المتكررة، أكد نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي أن المجلس يبحث اتخاذ إجراءات قد تشمل إلغاء تصريح عمل آية سماحة، مشددًا على أن النقابة لا تتهاون مع أي تجاوز بحق رموز الفن أو الصحافة.

وتخضع الفنانة حاليًا لتحقيق داخلي، مع متابعة دقيقة من جانب الإعلام، وسط انقسام في الرأي العام بين مؤيد لحرية التعبير ورافض لما يراه "تطاولاً على القيم المهنية والإنسانية".