نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السيستاني لم يحرم انتخاب أحزاب وسياسيين عراقيين FactCheck# - تكنو بلس, اليوم الأحد 25 مايو 2025 05:04 مساءً
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدعي أنَّ المرجع الديني علي السيستاني أفتى بتحريم انتخاب عدد من الأحزاب والزعماء السياسيين في العراق خلال الانتخابات النيابية المقبلة. إلا أن هذا الادعاء خاطئ، وصورة الخبر مفبركة، ولم يعلن مكتب المرجع فتوى مماثلة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لقناة "التغيير" الفضائية تضمن صورة للمرجع الديني علي السيستاني، مع خبر جاء فيه: "السيد السيستاني يحرم انتخابات قائمة الإطار ولحكمه وصادقون وتيار الفراتين التابع للسوداني. المجرب لا يجرب". وكتب مستخدمون تعليقا (من دون تدخّل): "المجرب لا يجرب. السيستاني يحرم انتخابات السوداني وعمار الحكيم وقيس الخزعلي وهادي العامري ونوري المالكي".
الخبر الزائف المتناقل (فايسبوك)
وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- القالب الإخباري المتناقل لقناة "التغيير" الفضائية معدّل، إذ تم حذف النص الأصلي منه واستبداله بالمتداول. ويتضح ذلك من خلال نسق التصميم والخط فيه، واللذين يختلفان عما تستخدمه عادة القناة، فضلاً عن الضعف النحوي فيه. وتتضمّن https://www.instagram.com/p/DH8JKjXqTSy/?igsh=MWg3cHVhNWk4MHBzdw%3D%3D المنشورة في صفحة القناة في انستغرام، في 2 أبريل/نيسان 2025، خبرا مفاده: "السيد السيستاني: العراق ان شاءالله ’يتعافى‘ بقادم الأيام فلا ’تخافوا‘ وتمسكوا بعاداتكم وتقاليدكم النبيلة".

صورة الخبر الأصلي (انستغرام)
2- لم يعلن مكتب المرجع السيستاني، في موقعه الرسمي، فتوى مماثلة بشأن الانتخابات. وكذلك الأمر بالنسبة إلى العتبتين الحسينية والعلوية. ولم تنقل أي وسيلة إعلامية محلية خبراً مماثلاً.
وتجدر الاشارة إلى أنَّ البيان الأخير الذي أصدره مكتب المرجع كان في 21 أبريل/نيسان 2025. ووجّه فيه المرجع تعزية برحيل البابا فرنسيس. وجاء فيه: "تلقّينا بأسف عميق نبأ رحيل الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي كان يحظى بمكانة روحية رفيعة لدى كثير من شعوب الأرض واحترام بالغ لدى الجميع، لما قام به من دور مميّز في خدمة قضايا السلام والتسامح، وإبداء التضامن مع المظلومين والمضطهدين في مختلف أرجاء العالم".
وفي أواخر مارس/آذار الماضي، المرجع السيستاني رسالة إلى العراقيين، نقلها أحد رجال الدين عن معتمد السيستاني موسى آل مسافر، وجاء فيها: "يمتلك الشيعة إرثاً حضارياً عظيماً، ومن الضروري أن يتعرفوا اليه ويحافظوا عليه كجزء من هويتهم الثقافية والتاريخية. الوطن يسير نحو التعافي والاستقرار".
ودعا، بحسب الرسالة المنقولة، إلى "عدم الخوف والتمسك بالأمل في مستقبل أفضل". وأكّد أهمية "تمسك العراقيين بالعادات والقيم والمبادئ الاصيلة، باعتبارها الركيزة التي تحافظ على وحدة المجتمع وهويته".
المجرّب لا يجرّب
وقبيل إجراء الانتخابات النيابية في العراق عام 2018، أصدر مكتب المرجع بياناً صريحاً عن الانتخابات، وكان أبرز ما فيه هو أن "المجرّب لا يجرّب، أي يجب عدم انتخاب من فشل في التجربة". وقال: "من الواضح أنَّ المسار الانتخابي لا يؤدي إلى نتائج مرضية إلا مع توفر عدة شروط، منها أن يكون القانون الانتخابي عادلاً يرعى حرمة أصوات الناخبين ولا يسمح بالالتفاف عليها. وأن تتنافس القوائم الانتخابية على برامج اقتصادية وتعليمية وخدمية قابلة للتنفيذ بعيداً عن الشخصنة والشحن القومي او الطائفي والمزايدات الإعلامية. وأن يُمنع التدخل الخارجي في أمر الانتخابات سواء بالدعم المالي أو غيره، وتُشدّد العقوبة على ذلك. ووعي الناخبين لقيمة أصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد فلا يمنحونها لأناس غير مؤهلين إزاء ثمن بخس ولا اتّباعاً للأهواء والعواطف أو رعايةً للمصالح الشخصية أو النزعات القَبلية أو نحوها".
وأضاف: "من المؤكد أنَّ الاخفاقات التي رافقت التجارب الانتخابية الماضية، من سوء استغلال السلطة من قبل كثيرٍ ممن انتخبوا أو تسنّموا المناصب العليا في الحكومة، ومساهمتهم في نشر الفساد وتضييع المال العام بصورة غير مسبوقة، وتمييز أنفسهم برواتب ومخصصات كبيرة، وفشلهم في أداء واجباتهم في خدمة الشعب وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه، لم تكن إلا نتيجة طبيعية لعدم تطبيق العديد من الشروط اللازمة، ولو بدرجات متفاوتة، عند إجراء تلك الانتخابات، وهو ما يلاحظ، بصورة أو بأخرى، في الانتخابات الحالية أيضاً، ولكن يبقى الأمل قائماً بإمكانية تصحيح مسار الحكم وإصلاح مؤسسات الدولة من خلال تضافر جهود الغيارى من أبناء هذا البلد واستخدام سائر الأساليب القانونية المتاحة لذلك".
وأكّد أنَّ المرجعية "تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ومن كل القوائم الانتخابية، بمعنى أنها لا تساند أيّ شخص أو جهة أو قائمة على الاطلاق. فالأمر كله متروك لقناعة الناخبين وما تستقر عليه آراؤهم بعد الفحص والتمحيص. ومن الضروري عدم السماح لأي شخص او جهة باستغلال عنوان المرجعية الدينية أو أيّ عنوان آخر يحظى بمكانة خاصة في نفوس العراقيين للحصول على مكاسب انتخابية. فالعبرة كل العبرة بالكفاءة والنزاهة، والالتزام بالقيم والمبادئ، والابتعاد عن الاجندات الأجنبية، واحترام سلطة القانون، والاستعداد للتضحية في سبيل انقاذ الوطن وخدمة المواطنين، والقدرة على تنفيذ برنامج واقعي لحلّ الأزمات والمشاكل المتفاقمة منذ سنوات طوال".
وأشار إلى أنَّ الطريق إلى التأكد من ذلك هو "الاطلاع على المسيرة العملية للمرشحين ورؤساء قوائمهم، لا سيما من كان منهم في مواقع المسؤولية في الدورات السابقة، لتفادي الوقوع في شِباك المخادعين من الفاشلين والفاسدين، من المجرَّبين أو غيرهم".
0 تعليق