أكد مختصون أن تسمم الحمل يُعد من أخطر اضطرابات الحمل، لما قد يسببه من مضاعفات حادة تهدد حياة الأم والجنين، مشددين على أهمية الكشف المبكر والمراقبة الدقيقة للعلامات الحيوية طوال فترة الحمل.

وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم” بمناسبة اليوم العالمي لتسمم الحمل، أن التوعية الصحية والدعم المجتمعي والالتزام بالإرشادات الطبية تُعد عوامل أساسية للوقاية من هذه الحالة المعقدة.

أخطر اضطرابات الحمل

وحذرت الدكتورة سحر عبدالغني، أستاذ مساعد إكلينيكي بجامعة الملك سعود واستشارية النساء والتوليد وطب الأمومة والجنين، من خطورة تسمم الحمل، باعتباره أحد أخطر اضطرابات الحمل التي قد تؤدي إلى مضاعفات تهدد حياة الأم والجنين في حال لم يتم اكتشافها والتعامل معها مبكرًا.
وأوضحت أن تسمم الحمل يُعرف بأنه ارتفاع في ضغط الدم يظهر بعد الأسبوع العشرين من الحمل، مترافقًا مع وجود بروتين في البول أو أعراض أخرى كقلة إدرار البول، انتفاخ اليدين والوجه، الصداع الشديد، مشاكل في الرؤية، وألم في أعلى البطن.
وقد يتطور في بعض الحالات إلى تشنجات، خلل في وظائف الكبد والكلى، أو تجمع سوائل في الرئة، مشيرة إلى أن تسمم الحمل يصنف إلى ثلاثة أنواع: ما قبل الولادة، وأثناء الولادة، وبعدها.

أسباب تسمم الحمل

وتكمن خطورته في أنه قد يحدث دون أعراض واضحة، ما يتطلب مراقبة دقيقة للعلامات الحيوية خلال فترة الحمل، ومن عوامل الخطورة: الحمل الأول، الحمل بتوأم، السمنة، التاريخ العائلي، أمراض المناعة، الضغط المزمن، السكري، أمراض الكلى، والحمل عن طريق أطفال الأنابيب.
وأضافت أن السبب الدقيق لتسمم الحمل لا يزال غير معروف، لكن يُعتقد أن خللًا في المشيمة وسوء التغذية واضطرابات في الأوعية الدموية، ونقص تدفق الدم للرحم من أبرز العوامل المحتملة.
ويعتمد تشخيص تسمم الحمل على قياس ضغط الدم، وتحليل البول، وفحوصات الدم، والتصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم حالة الجنين. وفي الحالات المتقدمة، قد تتطلب الحالة إنهاء الحمل فورًا عبر الولادة، خاصة إذا تجاوز الحمل الأسبوع 37.

علاج تسمم الحمل

وفي الحالات المبكرة، يُلجأ إلى أدوية خافضة للضغط، وأدوية مضادة للتشنجات، وحقن ستيرويدية للمساعدة على نضج رئتي الجنين.

وأكدت د. عبدالغني أن العلاج الوحيد لتسمم الحمل هو الولادة، لكن بعض الأعراض قد تستمر لأسابيع بعد الولادة، لذا يُنصح بمتابعة طبية دقيقة بعد الإنجاب.
كما دعت النساء المعرضات للخطر إلى الالتزام بجرعات منخفضة من الأسبرين في بداية الحمل، وتناول مكملات الكالسيوم، واتباع نمط حياة صحي للوقاية من هذه الحالة المعقدة والخطيرة.

أعراض تسمم الحمل

من جهتها أكدت استشارية النساء والولادة بمستشفى الملك فهد الجامعي، الدكتورة نورة بنت حسن القحطاني، أن تسمم الحمل يُعد من أخطر مضاعفات الحمل، وقد يتطور بشكل مفاجئ ليهدد حياة الأم والجنين، مما يجعل التوعية المبكرة والفحص الدوري حجر الأساس في الوقاية.
وأوضحت القحطاني أن من أبرز الأعراض التي يجب التنبه لها: ارتفاع ضغط الدم، وتورم مفاجئ في اليدين أو الوجه، وصداع شديد، وتشوش في الرؤية، وألم في أعلى البطن، مشددة على أهمية مراجعة الطبيب فور ظهور أي من هذه العلامات، حتى وإن بدت بسيطة، نظرًا لسرعة تطور الحالة ومضاعفاتها المحتملة.

وفي جانب الوقاية والتوعية، دعت الدكتورة نورة إلى تفعيل الحملات التثقيفية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودمج الرسائل الصحية المتعلقة بتسمم الحمل ضمن برامج متابعة الحمل في المراكز الصحية، إلى جانب تدريب الكوادر الطبية على اكتشاف الإنذارات المبكرة للحالة.
وأضافت أن الجانب النفسي والاجتماعي له دور بالغ الأهمية، إذ يسهم الدعم العائلي والمجتمعي في تعزيز استقرار المرأة الحامل نفسيًا، ما ينعكس بشكل إيجابي على صحتها العامة وصحة جنينها.
وختمت القحطاني بتوصية بضرورة إدراج التثقيف حول تسمم الحمل ضمن المناهج التعليمية في المدارس والجامعات، بهدف بناء وعي صحي مجتمعي يبدأ قبل الحمل بسنوات، ويؤسس لجيل أكثر إدراكًا للمخاطر الصحية وطرق الوقاية منها.

أخطر المضاعفات التي تواجه المرأة الحامل

من جهتها أكدت الدكتورة أسماء البدران، استشارية النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب، أن تسمم الحمل يُعد من أخطر المضاعفات التي قد تواجه المرأة الحامل، إذ يهدد حياة الأم والجنين في حال تأخر اكتشافه أو إهمال أعراضه الأولية.
وأوضحت البدران، أن الأعراض غالبًا ما تظهر بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وتتمثل في ارتفاع ضغط الدم، وتورم الوجه واليدين، والصداع الشديد، وتشوش الرؤية، وألم في أعلى البطن.

وبيّنت أن النساء الأكثر عرضة للإصابة هن الحوامل لأول مرة، أو من لديهن تاريخ مرضي سابق، إضافة إلى المصابات بارتفاع الضغط المزمن، أو السمنة، أو الحمل بتوأم.
وشددت على أهمية المتابعة الدورية، وقياس ضغط الدم، وتحليل البول، باعتبارها وسائل فعالة للكشف المبكر، داعية إلى عدم تجاهل أي أعراض غير معتادة، وضرورة الالتزام بالمتابعة الطبية المنتظمة لضمان سلامة الحمل وخلوه من المضاعفات.