وقعت سوريا وتركيا اليوم، اتفاقية تعاون مشترك لتطوير وتعزيز التعاون في مجال الطاقة، وذلك خلال اجتماع رسمي عقد في العاصمة "دمشق"، بين محمد البشير وزير الطاقة السوري ونظيره التركي ألب أرسلان بيرقدار.

وفي تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، قال وزير الطاقة السوري إن الاتفاق الجديد يدشن مرحلة متقدمة من الشراكة الاستراتيجية بين دمشق وأنقرة في قطاع الطاقة، ويشمل تشغيل خط كهرباء عالي التوتر بجهد 400 كيلو فولت يمتد من الأراضي التركية إلى الداخل السوري، مشيرا إلى أن تشغيل الخط متوقع بحلول نهاية العام الجاري، وسيتيح نقل نحو 1000 ميغاواط من الكهرباء إلى سوريا، ما يسهم في تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية ورفع ساعات التغذية اليومية.

وأضاف أن الاتفاق يتضمن أيضا تزويد سوريا بمليوني متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا اعتبارا من شهر يونيو المقبل، عبر خط يصل مدينة كيليس التركية بمدينة حلب، وسيخصص الغاز لتغذية محطات توليد الكهرباء، في محاولة لتخفيف أزمة الطاقة المتفاقمة التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.

وأكد البشير في تصريحه أن هذا التعاون لم يكن وليد اللحظة، بل جاء ثمرة لمشاورات تقنية ومفاوضات سياسية طويلة خلال الأشهر الماضية، مضيفا أن الجانب التركي أبدى تعاونا كبيرا، لا سيما في دعم مشاريع حيوية بشمال سوريا، ساهمت في تحسين الخدمات وتخفيف المعاناة عن السكان في تلك المناطق.

وأشار إلى وجود مشروع متقدم لربط مدينة الريحانية التركية بمنطقة حارم في ريف إدلب عبر خط كهربائي جديد سيوفر 80 ميغاواط من الكهرباء لمناطق أرياف إدلب وحلب وحماة، موضحا أن البنية التحتية للمشروع باتت شبه مكتملة، ومن المتوقع دخوله الخدمة قريبا.

ودعا البشير الشركات التركية والعربية للدخول إلى السوق السورية، والاستثمار في مجالات الطاقة كافة، بدءا من التنقيب عن النفط والغاز، مرورا بإعادة تأهيل محطات الكهرباء وبناء المصافي، وصولا إلى تطوير قطاع التعدين، مؤكدا استعداد الوزارة لتقديم كل التسهيلات اللازمة.

وأكد الوزير السوري أن دمشق وأنقرة تعملان على تفعيل شراكات جديدة في قطاع التعدين، تشمل استثمار الفوسفات والليثيوم، لافتا إلى أن شركات تركية أبدت اهتماما واضحا بالمشاركة في عمليات التنقيب والتطوير، وأن سوريا تسعى إلى جذب استثمارات من دول الجوار لدعم هذا القطاع البكر.

من جهته، قال الوزير التركي إن الاتفاق يأتي استجابة لحاجات سوريا في مرحلة إعادة الإعمار، وإن الإمدادات التركية من الكهرباء والغاز ستسهم في رفع ساعات التغذية الكهربائية إلى 12 ساعة يوميا، ما سينعكس إيجابا على مختلف القطاعات الخدمية والإنتاجية.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك