ضاعت الفرص التغييرية ! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ضاعت الفرص التغييرية ! - تكنو بلس, اليوم الخميس 22 مايو 2025 07:58 صباحاً

محمد عبدالله

 

 

شكل الاستحقاق البلدي الذي أنجز في أكثر من محافظة حتى الآن، صدمة كبيرة للحالة التغييرية،
وتحديداً لعدد من نواب التغيير، خسارة كشفت ضعف تمثيل بعض هذه القوى في بلداتها وقراها .
ومع أن الثنائي الشيعي انتصر في بعلبك، الا أن قوى التغيير هناك والمتمثلة ببعلبك مدينتي حافظت على واقعها التمثيلي وحازت أكثر من خمسة آلاف صوت، وهو ما كانت عليه في 2016 أي أنها لم تتراجع . 
اما في بيروت فشكل تراجع الأصوات التغييرية خيبة كبرى، والتي يمكن مقاربتها لأسباب عدة، على الشكل الآتي:
توزع الأصوات المعارضة على أكثر من ثلاث لوائح، اذا اعتبرنا ان النائب نبيل بدر الذي كان يدعم لائحة "بيروت بتحبك"، وأن النائبين ابراهيم منيمنة وبولا يعقوبيان ونواب تغييرين آخرين يدعمون لائحة "بيروت مدينتي"، كذلك وجود لائحة "ولاد البلد المستقلة"... اضافة الى ان النائب وضاح صادق الذي شكل لائحته من اسماء بين أكثر من لائحة، فضلا عن مرشحين مستقلين ولوائح غير مكتملة مثل "مواطنون ومواطنات"... هذا الأمر أدى لتشرذم الأصوات التغييرية المعارضة .
وما حصل في انتخابات  بيروت البلدية، شهدنا مثيلاً له سابقاً في انتخابات الشوف النيابية عام 2018، حين توزعت الأصوات المعارضة على أكثر من لائحة. فنجحت المنظومة في سياسة "فرّق تسد" وخسرت المعارضة يومها نحو ثلاثة حواصل انتخابية! 
اما الصورة في المقلب الآخر، فكانت معاكسة إذ اجتمع اضداد المنظومة في لائحة واحدة، منفذين شعار "حزب الله" أي "التكليف الشرعي"  في التصويت، لغاية في نفس المناصفة تبرّر هذه التحالفات من أقصى اليمين الى أقصى اليسار!
هذه المناصفة التي خدشت، خدشاً بسيطاً، كما قال النائب جبران باسيل .
ومع أن من المفترض أن تكون المنافسة بين لائحة الاحزاب ولائحة "بيروت مدينتي"، الا ان "بيروت بتحبك" حلت مكانها وقاربت ارقامها أربعين ألفاً، وحققت خرقاً واحداً سجله رئيسها العميد المتقاعد محمود الجمل، المحسوب أيضاً على "تيار المستقبل"، والذي حلّ مكان المرشح ايليا اندريا المدعوم من المطران الياس عودة، والذي كان يفترض ان يتولى مهمات نائب رئيس البلدية. مع الاشارة الى ان لائحة الجمل استقطبت نخبة من المرشحين الذين يفترض انهم يصنفون في الخانة االتغييرية، ولكن استبعدوا من لائحة "مدينتي"، وهذا سبب يتحمله النائب منيمنة الذي اختار اسماء قريبة منه، على حد قول أحدهم .
غير أن قراءة  الأرقام في بيروت تشير الى خلل كبير أصاب الحالة التغييرية، وقد يكون أحد أسبابه الرئيسية ممارسات بعض نواب التغيير، ويأس الناس التي كانت مؤمنة بهذا المشروع، فضلاً عن الحملات التي تعرض لها نواب التغيير من جهات مغرضة ولديها تمويل كبير أثرت على الناس، كما تقول النائبة يعقوبيان...!
والغوص في الارقام يبين ان أكثر من 30 الف صوت بلدي في 2016 لـ"بيروت مدينتي"، انهار اليوم الى مادون الثلث، أي اقل من عشرة آلاف صوت في استحقاق 2025 !
النائبة يعقوبيان اقرت أن المجتمع التغييري مني بخسارة، ولكنها خسارة للبنان وبيروت بالدرجة الاولى كما قالت.
ومع ذلك اعتبرت ان شرف المحاولة في مواجهة لائحة الأحزاب هو في ذاته "إنجاز كبير".
وهنا لابد من الإشارة الى ان تدني نسب التصويت في بيروت تحديداً، هو أمر يشهد عليه التاريخ .
وإذا عدنا الى آخر انتخابات بلدية نظمها الشهيد رفيق الحريري عام  2004، ومع كل الحملات والاموال التي دفعت حينها، لم تصل إلى أكثر من نحو 24 في المئة  .
وبلغت نسبة الاقتراع  20.1% عام  2016 مقارنة بـ 18.1% في انتخابات عام 2010 .
 وبالتالي فإن تدني نسبة الاقتراع، ليس أمراً جديداً على المشهد الانتخابي في الانتخابات البلدية في مدينة بيروت. غير أن المشروع الاصلاحي الذي اقتحم الدولة أخيراً مع الرئيسيين جوزف عون  ونواف سلام، يبقى أمل اللبنانيين. و لابد من أن يكمل بدعم المواطنين الصالحين.  وعلى قوى التغيير ان تراجع حساباتها لتستطيع قراءة ما حصل بكل حيثياته!

 

 

المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الاعلامية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق