سعيد المليص.. من ظلال الريحان إلى ضوء الفكر - تكنو بلس

مديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سعيد المليص.. من ظلال الريحان إلى ضوء الفكر - تكنو بلس, اليوم الخميس 22 مايو 2025 07:25 صباحاً

في قرية الريحان المتوارية في حضن جبال الباحة، وُلدت الحكاية قبل أن تُدوَّن، حين وقف صبيٌّ لم يُكمل الرابعة عشرة، ممسكاً بطبشور أمام تلاميذ في مثل سنه أو يزيدون، يعلّمهم الحروف وهو يكتب مصيره سطراً سطراً على السبورة.

هناك بدأ الدكتور سعيد محمد المليص، لا بوصفه معلماً فحسب، بل حاملاً لرسالة ستصبح فيما بعد جزءاً من ملامح التعليم السعودي الحديث.

من مكة إلى إنديانا، ومن فصلٍ ابتدائي إلى أروقة القرار، كان المليص يسير بخطى ثابتة، يُطوّر ويُطوَّر، ويعود من غربته الأكاديمية مزوداً بفكرٍ تربوي متقدم لم يحتجزه بين جدران الجامعة، بل أطلقه في الميدان، مؤمناً أن الإصلاح الحقيقي يبدأ حيث يقف المعلم أمام طلابه.

في وزارة المعارف، ثم كنائب لوزير التربية والتعليم، لم يكن مسؤولاً إدارياً، بل كان يكتب السياسات بروح المعلم، وينظر إلى الوزارة كمدرسة كبرى، يجب أن تنهض لا بالمباني بل بالعقول.

أما في مكتب التربية العربي لدول الخليج، فكان صوت التكامل الخليجي في ميدان التعليم، يبني من الحوار رؤى، ومن الفروق المشتركة نظاماً تعليمياً يتجاوز الحدود.

ولأن الفكر لا يُحصر في مؤسسات، كان المليص عضواً فاعلاً في مجلس الشورى، يُنصت بعين المعلم، ويقترح بلسان الخبير، ويعيد تشكيل بعض القرارات من منطلق أن كل إصلاح يبدأ من الصف وينتهي بمصلحة الوطن.

ترك المليص أثره في كل مرحلة مرّ بها، ليس بشهاداته فحسب، بل بمبادراته، ووقته، وعصاميته الصادقة التي جعلت منه أول الحاضرين وآخر المنصرفين. كتب مذكراته في «حتى لا أنسى»، لكنها ليست سيرة بقدر ما هي شهادة على زمنٍ صعب، نهض فيه التعليم برجالٍ نذروا حياتهم لكرامة الحرف.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : سعيد المليص.. من ظلال الريحان إلى ضوء الفكر - تكنو بلس, اليوم الخميس 22 مايو 2025 07:25 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق