تحوُّل في اختيار البطاركة والمطارنة؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحوُّل في اختيار البطاركة والمطارنة؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 10:08 صباحاً

تعاني الكنائس المحلية صعوبة اختيار البطاركة والمطارنة، ويشكو مؤمنون كثر من أساقفتهم الذين لا يتحلون بروح القيادة والمحبة والانفتاح والحوار. وثمة مشاكل كثيرة تعترض عمل المطارنة، وعقبات تعترض تعيينهم، في ظل تشدد من الفاتيكان انعكس سلباً على التعيينات، فجعل أبرشيات كثيرة فارغة من الرعاة، ويتدبر أمورها كهنة مكلفون المهمات الأسقفية، لا يتمتعون بالصلاحيات الكاملة، ولا يشعرون بالاستقرار لاتخاذ إجراءات ربما ملحّة، ويتجنبون القرارات لعدم الوقوع في مواجهات، سواء مع الرعية أو مع أقرانهم المتضررين أو المتنافسين على الموقع نفسه. وهذه العقبات لا بدّ أن تشهد حلحلة وتعجيلا لبتّها مع الحبرية الجديدة للبابا لاوون الرابع عشر الذي سيرفد رئاسته بدعم وتشجيع وجرأة في دفع مسيرة العمل الكنسي.

وإذا كانت التعيينات ضرورية، فإن الأهم منها، طريقة التعيين، وكيفية اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، إذ تطغى غالباً حسابات انتخابية على سينودسات الأساقفة تدفعهم إلى خيارات قد لا تكون دائماً هي الأنسب.

 

البابا لاوون الرابع عشر في حفل تنصيبه (أ ف ب)

 

وهذا الملف الذي سيتحرك مع البابا الجديد، سيأخذ حتماً منحى إيجابياً، ودفعاً كبيراً، لأن البابا الحالي كان يشغل منصب رئيس دائرة الأساقفة في الفاتيكان، وهي الهيئة المسؤولة عن كلّ ما يتعلّق بتعيين الأساقفة والمدبّرين الرسوليّين، عبر دراسة سِيَرهم الذاتيّة، وتقييم كفاياتهم الروحيّة والإداريّة واللاهوتيّة. وهذه الدراسة كانت أحياناً تطول وتطول، بحيث تؤثر سلباً على العمل الرسالي للكنيسة، والعمل الإداري للأبرشيات. وثمة أبرشيات كثيرة حالياً في لبنان وسوريا والأردن وغيرها شاغرة من أساقفة أصيلين، ويديرها مدبرون.

 

وللبابا الحالي رؤيته إلى الأسقفية الناجحة، والتشاور في اختيار الرعاة، إذ لا يجوز بعد أن ينتخب مطران على أبرشية يجهل واقعها وتاريخها، ويكون في غربة عن ناسها وقضاياهم، وثقافتهم الاجتماعية وعاداتهم.

 

وبالعودة إلى العام 2023، وتحديداً 21 حزيران، يمكن قراءة رؤية البابا الحالي للأسقف ودوره، تحت عنوان "الأسقفية الناجحة".

 

في مقابلة أجريت مع الكاردينال روبير بروفوست، أشار إلى عدد من الصفات التي يجب أن يتحلى بها المطران، وهي: 

 

  أن يفهم جامعية الكنيسة وكونيتها، وألا يكتفي بالتركيز على البُعد المحلّي.

 

  أن يكون قادراً على الاستماع إلى الآخرين وعلى طلب المشورة عندما يلزم الأمر.

 

  أن يتمتع بالنضج الروحيّ والنفسيّ، بما يساعده على قيادة شعبه بحكمة وفهم وحنان. 

 

  أن يكون راعيا قادراً على الاقتراب من الجماعة، وأباً وأخاً للكهنة. 

 

  أن يكون قريبا من الله، وإخوته الأساقفة، والكهنة، ومن شعب الله، وألا يعيش منعزلاً في برجه العاجيّ.

 

  ألا يختبئ وراء فكرة السلطة، لأن سلطته للخدمة ولرعاية الآخرين. 

 

  أن يكون معلّماً حقيقياً، أي ألا يكتفي بتعليم العقيدة والإيمان ولكن أن يركز على كيفية لقاء يسوع شخصيا والشهادة له، ونقل فرح وجمال الإيمان كخبرة حيّة تعاش.

 

  أن يعيش روحية الشركة، ويسعى إلى تحقيق وحدة الكنيسة التي يشكّل غيابُها جرحا كبيرا لها.

 

وفي ما يتعلق بكيفية اختيار الأساقفة، شدد على أنه لا بد من مراجعة آليّة اختيار المطارنة، بحيث أنه:

 

  لا بد من أخذ رأي كهنة الأبرشية قبل اختيار مطران على أبرشيتهم.

 

  لا بد أيضا من سماع صوت المؤمنين لأن المطران يتم اختياره ليرعى شعبا محددا في مكان محدد.

 

  مراعاة ألا يتحوّل اختيار الأساقفة إلى مسألة انتخاب ديموقراطيّ أو مشروع سياسيّ.

 

وشدّد على أنه "يتعيّن علينا أن نتعلم الاستماع إلى الروح القدس، وروحية البحث عن الحقيقة التي تعيش في الكنيسة، وأن ننتقل من خبرة أنه عندما تتكلم السلطة ينتهي كل شيء، إلى كنيسة تختبر وتقدّر المواهب والعطايا والخدمات الموجودة فيها. فالخدمة الأسقفية هي خدمة مهمة. ولكن يجب وضعها في خدمة الكنيسة بروحية مجمعية تعني ببساطة سَير الجميع معاً، والبحث معاً عما يطلبه الرب منا في زماننا هذا".

 

هذه الكلمات التي تلزم صاحبها اولاً، أي البابا الجديد، مدعو كل مطران إلى قراءتها ملياً، وبتأن شديد، ليعود إلى ذاته في مدى التزامه مضامينها، فالعمل الأسقفي أساس في الكنيسة، وكل فشل في المهمة ليس فشلاً شخصياً فحسب، انما هو إفشال لمسيرة جماعية، له انعكاساته العميقة في جسد الكنيسة ككل. فهل تشهد الكنيسة دينامية جديدة في اختيار البطاركة والمطارنة، والأهم محاسبتهم على عدم التزامهم المهمة التي انتدبوا من أجلها، وإخضاعهم، كما كل مواطن، للمحاكمة أيضاً؟ 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق