الورشة التي نُظمت بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، شكّلت منصة حوارية فاعلة لاستعراض نتائج دراسة تقييم منهجية التكتلات الاقتصادية، وتسليط الضوء على قصص نجاح محلية أفرزتها تجارب المحافظات في دعم المنتجات المميزة وتعزيز سلاسل القيمة، وسط إشادة دولية بمستوى الأداء وتنويه خاص من البنك الدولي بأهمية توحيد الجهود لتعظيم الأثر التنموي.

شهدت الورشة حضور الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، واللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، واللواء عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، وهشام الهلباوي، مساعد وزير التنمية المحلية ومدير البرنامج، والدكتور محمد محمود إبراهيم، نائب محافظ المنيا، والدكتور حازم عمر، نائب محافظ قنا، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية وممثلي البنك الدولي.

في مستهل فعاليات الورشة، أكد الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا أن هذه الفعالية تأتي في إطار تبادل الخبرات وتعزيز قدرات وحدات التنفيذ المحلية على تبني وتنفيذ منهجيات تطوير التكتلات الاقتصادية بشكل مستقل ومستدام. وأكد أن التكتلات الاقتصادية ساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز قدرات الوحدات المحلية والتنظيم الذاتي للمجتمعات الإنتاجية في المحافظة، ما انعكس إيجاباً على رفع جودة المنتجات وزيادة فرص التصدير.

وأشار محافظ قنا إلى أن وزارة التنمية المحلية تعد شريكاً استراتيجياً في دعم منظومة التكتلات الاقتصادية، مشيراً إلى أنه تم حصر 22 تكتلاً في محافظة قنا وحدها، ما يعكس كفاءة وحدات التنفيذ المحلية وقدرتها الفنية على قيادة التنمية الاقتصادية الشاملة في صعيد مصر.

من جانبه، أوضح اللواء عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، أهمية المتابعة المستمرة وتحديد الأولويات لتنفيذ التكتلات الاقتصادية بما يعظم الاستفادة من البرنامج. وأشار إلى أن محافظة سوهاج نجحت في تغطية 100% من احتياجات مياه الشرب، فضلاً عن إحراز تقدم كبير في تكتلات الأثاث والنسيج وزراعة البصل. وأضاف أن تكتل البصل أصبح علامة تجارية دولية تصدر إلى الأسواق الخارجية، كما أن دور المرأة في التسويق الإلكتروني وتعزيز حضورها في المعارض الدولية كان له أثر إيجابي على مخرجات التكتلات.

من جهته، أكد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، أن تكتل الرمان نموذج ناجح لدعم التنمية الاقتصادية، حيث حصل على دعم متكامل من البرنامج على مستوى البنية التحتية والتدريب، ورفع كفاءة سلاسل القيمة، وأوضح أن المحافظة تعمل حالياً على التوسع في هذا التكتل من خلال تطوير عمليات التعبئة والتغليف والتسويق، ودعم الجمعيات التعاونية للمزارعين، مما يسهم في تحسين جودة المنتج وزيادة فرص التصدير، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المحافظة.

بدوره، أوضح الدكتور محمد محمود إبراهيم، نائب محافظ المنيا، أن برنامج التنمية المحلية أتاح فرصة مميزة لإعادة اكتشاف القدرات التنافسية في المحافظة، لا سيما في تكتلات العسل الأسود والنباتات العطرية، والتي شهدت تطورات ملحوظة خلال الفترة الماضية.

وخلال كلمته، كشف هشام الهلباوي، مساعد وزير التنمية المحلية ومدير برنامج تنمية الصعيد، أن 80% من تمويل البرنامج يتركز في محافظتي قنا وسوهاج، بإجمالي استثمارات تجاوزت 32 مليار جنيه خلال ست سنوات. وأكد أن البرنامج ساهم في تحسين مستوى معيشة نحو 5000 أسرة، معلناً بدء العمل على ثلاث تكتلات جديدة في كل محافظة اعتباراً من يوليو المقبل، مع الاستمرار في دعم مراكز التكنولوجيا والخدمات في المحافظات الأربع.

من جانبه، أشاد السيد فينسان بالميد، كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك الدولي، بالتقدم المحرز في تنفيذ البرنامج، معبراً عن فخر البنك بالمشاركة في هذا المشروع التنموي، ومؤكداً على أهمية تنسيق الجهود لتحقيق أقصى أثر ممكن.

قدمت السيدة إيلين أولفسان، كبيرة أخصائيي القطاع الخاص بالبنك الدولي، عرضاً شاملاً حول أداء التكتلات الاقتصادية بمحافظات الصعيد، موضحة أنه تم تنفيذ 12 تكتلاً حتى الآن، استفاد منها أكثر من 400 مستفيد، مع التركيز على بناء القدرات وتعزيز الربط بين الموردين والمصنعين.

وفي ختام الورشة، استعرض الدكتور خالد عبد الحليم نسب تنفيذ التكتلات بمحافظة قنا، حيث بلغ تنفيذ تكتل الفركة 100%، والفخار 95%، والشمر والنباتات الطبية 92%، والعسل الأسود 89%. وأوضح أن الزيادة في حجم المبيعات وعدد المنتجين تعكس نجاح المنهجية المتبعة في تطوير التكتلات، مشيراً إلى تأسيس شركة "نوبس" المتخصصة في منتجات الفركة، وتشكيل جمعية منتجي العسل الأسود، وهو ما يدل على قدرة المجتمعات الإنتاجية على تنظيم نفسها بصورة فعالة ومستدامة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل