فرصة الانتخابات للحزب كرسالة داخلية وخارجية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فرصة الانتخابات للحزب كرسالة داخلية وخارجية - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 10:15 صباحاً

تلقّى لبنان كما ليس قليلا من الرسائل الخارجية خلال الاسبوع المنصرم ان في الموقف الاميركي الذي عبر عنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال زيارته الخليجية او عبر موقف المملكة العربية السعودية او في المواقف الدولية والعربية في القمة العربية في بغداد. اذ ان لبنان في غالبية كلمات المتحدثين في القمة العربية اشير اليه على قاعدة دعم "جهود لبنان لحصر السلاح بيد الدولة " كما قال وزير الدولة السعودي عادل الجبير او ان "السبيل الأوحد لاستقرار لبنان هو تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701 وانسحاب إسرائيل وتمكين الجيش اللبناني من القيام بمسؤولياته" كما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

 

والامر نفسه بالنسبة الى الاردن والعراق والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وسواهم . فالتعويل هو على التصميم المعلن للدولة اللبنانية لاستعادة قرارها وبسط سيادتها وتشجيعها على المضي في التزاماتها التي تؤكدها حول حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية وتنفيذ القرار 1701 على نحو لا يفترض ان يثير التباسا ازاء الخطوات المنتظرة من لبنان خارجيا وداخليا من اجل تسريع نهوضه اقتصاديا. تقول مصادر ديبلوماسية ان الاشارات التي يعطيها " حزب الله " عن رغبته الضمنية او العلنية احيانا في العودة الى ما قبل " طوفان الاقصى " التي قامت بها حركة " حماس" في 7 تشرين الاول 2023 لا تلقى اي صدى ايجابي ممكن.

 

غادر الحزب ما كان ادرجه تحت " وحدة الساحات" حين تخلى عن ربط وقف النار في لبنان بوقف الحرب في غزة التي لا تزال مستمرة فيما هو اضطر الى القبول بتفاهمات ادرجت تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان من ضمنها . ولكن اصراره الذي لم يعد تكراره في الاسابيع الاخيرة الماضية عن تمييزه بين جنوب الليطاني وشماله في موضوع نزع سلاحه من دون ان يعني ذلك تسليمه بذلك انما يهدف به الى اعادة تكرار تجربة ما بعد 2006 حين تم تنفيذ انسحاب مبدئي من جنوب الليطاني سرعان ما تراجع مع الوقت مع عودة الحزب وقواعده الى المنطقة.

 

والامر نفسه تخوف البعض من استعادته في استهداف ما يدرج تحت عنوان بيئة الحزب لعناصر القوة الدولية ( اليونيفيل) في الجنوب على نحو تذكيري بالخطوط التي كان الحزب يرسمها لهذه القوة لمنعها من تنفيذ مهامها او تحديد هذه المهام. واكتسب الامر خطورة كبيرة ولكنه ليس بالخطورة التي باتت تبدو عليها هذه الاعتداءات راهنا ان من حيث توجيه الرسائل لاسرائيل على نحو غير مباشر ان نزع سلاح الحزب لا يعني عملانيا نزعه من بيئته او اضعافه فيها علما انه في هذا التوقيت وفي الظروف الراهنة يعطي اسرائيل ذرائع للاستمرار في مواقعها في الجنوب على خلفية ان " عودة " الحزب او تعزيز حضوره يمكن ان سيقابل باستمرار احتلالها وتعزيز ضرباتها خصوصا في الجنوب ، وهو المنطق نفسه الذي ينسحب على ما ينقل عن محاولة تهريب اموال او ذهب الى الحزب من اجل اعادة ترميم نفسه. فيما ان الفرصة المتوفرة للحزب والذي سيستغلها الى حد بعيد تتصل بالانتخابات البلدية في البقاع والجنوب والتي ستشكل فرصة له لتوجيه رسائل داخلية وخارجية انه لا يزال مسيطرا من ضمن بيئته ولم يتراجع ويحاول ان يقوي عصب هذه البيئة بمنطق انه سيصعب اقصاءه او عزله علما ان نزع سلاحه الذي وافق هو عليه من ضمن تفاهمات تنفيذ الاتفاقات الدولية لا تعني ذلك وان كان هو ربط اسباب وجوده بسلاحه على مدى عقود.

وفي رأي هذه المصادر يمكن للعروض التي قدمها المسؤولون الايرانيون اخيرا على نحو صريح للولايات المتحدة للاستثمار في ايران ان تحرج الحزب الى حد كبير فيما يعرقل حتى الان عبر مقاربته لنزع سلاحه ما هو معروض اميركيا على لبنان لهذه الجهة . اذ قالت مساعدة موفد الرئيس الاميركي مورغان اورتاغوس قبل ايام " أننا نريد أن تكون لدينا رؤية اقتصادية جديدة مع قيادة لبنان وأن نعمل معاً لبناء لبنان جديد ومزدهر ولا يمكن القيام بذلك ما لم تكن الدولة والقوات المسلحة تسيطر على السلاح وتدافع عن نفسها".وهي العروض التي يقول البعض ان رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقاها من الموفد الاميركي السابق آموس هوكشتاين في حال تجاوب لبنان مع وقف للنار خلال اكثر من سنة من حرب مساندة غزة لجهة اعمار الجنوب ، فيما لم يتحقق وقف النار الى ما بعد اضعاف الحزب وخسارته القدرة على كسب هذه الورقة واستمرار احتلال اسرائيل لخمس نقاط في الجنوب.

في اي حال، تراهن مصادر سياسية على امكان ان تشكل الانتخابات البلدية زخما معنويا للحزب على صعيد اثبات قوته من ضمن بيئته وعدم تراجعه، وهو امر بالغ الاهمية بالنسبة اليه لاثبات ذلك للاخرين وتعزيزا لموقعه الداخلي ، وهو ما يسهل انتقاله الى مراحل اخرى لا سيما في ظل تراجع صدقية الخطاب الايراني الرسمي الذي لا يعكس حقيقة ما يجري في الجلسات المغلقة للمفاوضات مع الولايات المتحدة الاميركية ولا حتى ما سعت اليه ايران مع الدول الخليجية او من خلال القمة العربية في بغداد. ولكن ايضا والاهم في ما يعطي زخما للحزب هو اضطرار قوى سياسية من الخصوم الى التحالف مع الحزب في العاصمة او سواها تحت شعارات او مستلزمات موضوعية على نحو يساهم في تعزيز حضوره وقوته ويضعف خطاب هؤلاء ايضا . وهي نقاط يعتبرها في خانته سياسيا ومعنويا على الاقل .

[email protected]

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق