المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز القادة الروحيين الدروز في السويداء بجنوب سوريا، "مؤيداً الرئيس السوري احمد الشرع، في تبديل لموقفه منه، بعد لقاء الأخير الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الرياض أخيرا". 

 

 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 

 

 

الحقيقة: هذا الفيديو قديم، اذ نشرته قناة "الجزيرة" في 18 كانون الاول 2024، اي بعد نحو عشرة ايام على سقوط نظام بشار الاسد، وقبل أشهر عدة من أحداث صحنايا وجرمانا ولقاء الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع في الرياض أخيراً. FactCheck#

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

تحمل المشاهد شعار قناة "الجزيرة"، وتظهر الشيخ الهجري قائلا (من دون تدخل): "في ما يخص الإدارة الجديدة وما يخص أخونا أحمد الشرع، من أول أيام صار بالجفرافيا في قرب، أغلب الأيام في تواصل من خلال أشخاص، ونحن في كثير تبادل بوجهات النظر، وأنا أرى بأنه دائما وجهات نظرنا كانت متوافقة، أو كانت نفس الفكر يللي عم نشتغلو نحنا وهيدي الإدارة الجديدة". وقد انتشر المقطع بكثافة أخيرا في حسابات كتبت معه تعليقات، مثل (من دون تدخل): "تكويعة سريعة تسجل للشيخ حكمت الهجري بعد لقاء السيد الرئيس مع الرئيس الأمريكي". 

 

— Nuor (@lmHkMOhveTKtvhO) https://twitter.com/lmHkMOhveTKtvhO/status/1922788991629217905?ref_src=twsrc%5Etfw

 

 

حقيقة الفيديو 

الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها.

 

فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حسابات قناة "الجزيرة" في اكس والفايسبوك وتيك توك، في 18 كانون الاول 2024، مع تعليق: "الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز: وجهة نظر ممثلي محافظة السويداء تتطابق مع وجهة نظر الإدارة السياسية الجديدة لسوريا بشأن بناء الدولة وضرورة المحافظة على مكتسبات الثورة". 

 

 

— قناة الجزيرة (@AJArabic) https://twitter.com/AJArabic/status/1869407272570401075?ref_src=twsrc%5Etfw

 

 

 

@aljazeera الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهاجري: وجهة نظر ممثلي محافظة #السويداء تتطابق مع وجهة نظر الإدارة السياسية الجديدة لسوريا بشأن بناء الدولة #الأخبار #سوريا ♬ original sound - الجزيرة

 

 

وجاء موقف الهجري في ذلك التاريخ بعد نحو 10 ايام على سقوط نظام بشار الاسد في 8 كانون الاول، وقبل أشهر عدة من أحداث صحنايا وجرمانا... ولقاء الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع في الرياض أخيراً. 

 

ففي 1 ايار 2025، طالب الهجري بتدخل "قوات دولية لحفظ السلم" في سوريا، بعيد اشتباكات دامية أوقعت قتلى من أبناء طائفته، في مطلب قالت دمشق إنه لن يؤدي إلا إلى "مزيد من الانقسام"، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وعقب انتشار تسجيل صوتي نُسب الى شخص درزي يتضمن إساءات الى النبي محمد، اندلعت اشتباكات ليل الاثنين- الثلثاء 28 نيسان و29 منه، في مدينة جرمانا التي يقطنها دروز ومسيحيون. وامتدت ليل الثلثاء- الأربعاء 29 نيسان و30 منه الى منطقة صحنايا التي يقطنها كذلك دروز ومسيحيون. وأسفرت الاشتباكات في المنطقتين عن مقتل عشرات العناصر من قوات الأمن ومقاتلين تابعين لوزارة الدفاع، في مقابل عدد آخر من المسلحين الدروز. 

ووصف الهجري، في بيان، ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا قرب دمشق بـ"هجمة إبادة غير مبررة" ضد "آمنين في بيوتهم". وقال: "لم نعد نثق بهيئة تدعي أنها حكومة، لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي اليها، وبعد المجازر تدعي أنها عناصر منفلتة"، معتبرا أن "الحكومة تحمي شعبها".

وشدد على أن "القتل الجماعي الممنهج" يتطلب "وبشكل فوري أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري"، في مطلب سبق للسلطات السورية أن نددت به.  

 

ورد وزير الخارجية أسعد الشيباني في منشورات على اكس بأن "من يدعو إلى التدخل الخارجي يتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية وسياسية أمام السوريين والتاريخ، لأن نتائج هذه الدعوات لا تنتهي عند حدود الخراب الآني، بل تمتد لعقود من التفكك والضعف والانقسام".

 

والاربعاء 14 ايار 2025، عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعا بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، في لقاء هو الأول من نوعه بين رئيسين أميركي وسوري منذ 25 عاما.

 

وحضر اللقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي شارك عبر تقنية الفيديو. كذلك حضر وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو ونظيره السوري أسعد الشيباني.

وقال الرئيس الأميركي في كلمة، خلال انعقاد القمة الخليجية- الأميركية، إن "الولايات المتحدة تبحث في تطبيع العلاقات مع سوريا بعد اللقاء بالشرع"، مشددا على أن قراره رفع العقوبات عن سوريا كان لمنح البلاد فرصة جديدة.

 

وأصدر الهجري بيانًا في 15 ايار بارك فيه رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، داعيًا إلى "رفع التعديات غير المشروعة عن بعضنا”.

 

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "الشيخ حكمت الهجري مبدّلا موقفه من الشرع بعد لقاء الأخير ترامب في الرياض أخيرا". في الحقيقة، هذا الفيديو قديم، اذ نشرته قناة "الجزيرة" في 18 كانون الاول 2024، اي بعد نحو عشرة ايام على سقوط نظام بشار الاسد، وقبل أشهر عدة من أحداث صحنايا وجرمانا، ولقاء ترامب والشرع في الرياض أخيراً.