احتضنت العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأربعاء، أعمال القمة الخليجية - الأميركية الخامسة من نوعها، بمشاركة عدد من قادة ومسؤولي دول مجلس التعاون الخليجي، بينهم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إضافة إلى ولي عهد أبو ظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الوزراء العُماني أسعد بن طارق آل سعيد.

 

وقال ولي العهد السعودي خلال كلمة الافتتاح إنّ "القمة الخليجية الأميركية تعكس حرصاً على تطوير التعاون والعمل الجماعي من أجل استقرار المنطقة".

 

وإذ أشاد بالقرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس برفع العقوبات عن سوريا، شدّد بن سلمان على "ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ودعم الجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار هناك".

 

 

— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) https://twitter.com/AnnaharAr/status/1922574550434210020?ref_src=twsrc%5Etfw

 

 

قادة الخليج في الرياض (أ ف ب).

 

موقف ولي العهد السعودي

 

في افتتاح أعمال القمة الخليجية الأميركية، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ الاجتماع المنعقد اليوم أمام القمة في الرياض بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي "يُعد امتداداً لمسار التعاون القائم مع الولايات المتحدة، مشدداً على أنّ "العلاقة بين البلدين تُمثّل شراكة استراتيجية".

 

وأشار إلى أنّ "دول مجلس التعاون الخليجي تؤكد التزامها بالشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، في ظل إدراك مشترك لحجم التحديات التي تواجه المنطقة".

وفي الشأن اليمني، أوضح ولي العهد أنّ المملكة تشجع على استمرار الحوار بين الأطراف اليمنية، معبّرًا في الوقت ذاته عن إشادته بقرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا.

 

كما جدّد دعم المملكة لاستقرار لبنان، مؤكداً الحرص على استمرار التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة بما يخدم استقرار المنطقة وأمنها.

 

إلى ذلك، أكد ولي العهد ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مشددًا على دعم المملكة للجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار في لبنان.

 

 

لقاء بين وترامب على هامش القمة (أ ف ب).

 

كلمة ترامب ولقاء الشرع

 وشهدت القمة الخليجية الأميركية لقاءً استثنائيّاً بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، في خطوة تُشكّل محطّة رئيسية في مشهد الشرق الأوسط الجديد، وسط دعوة ترامب الشرع إلى الانضمام لاتفاقيات أبراهيم والتطبيع مع إسرائيل.

 

هذا اللقاء جاء على هامش القمة الخليجية الأميركية، والتي جمعت قادة العرب والخليج، في الرياض، حيث أكد وجّه ترامب التحية إلى قادة الخليج بالقول: "أنتم محلّ إعجاب العالم".

 

 

— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) https://twitter.com/AnnaharAr/status/1922580161108574561?ref_src=twsrc%5Etfw

 

 

 

لقاء ترامب والشرع بحضور بن سلمان على هامش القمة (أ ف ب).

 

وأكد ترامب أنّ "العالم يراقب الفرص المتاحة في دول الخليج، والخليج في مقدمة الدول المستقرة والمزدهرة"، مؤكداً أنّ "إدارة بايدن خلقت فوضى بالمنطقة من خلال سماحها بالعدوان الذي مارسه أذرع إيران في المنطقة".

 

أضاف: "أودّ عقد صفقة مع إيران لكن عليها وقف دعم الإرهاب بالمنطقة وعدم سعيها إلى الحصول على سلاح نووي".

 

 وأشار إلى أنّه "وجّهنا ضربة قوية للحوثيين لاستهدافهم السفن في البحر الأحمر، آملاً في "تحقيق الأمن والكرامة للشعب الفلسطيني في غزة".

 

أما حول الوضع في غزة، فقال ترامب: "يجب الإفراج عن كل الرهائن في غزة والعمل لإحلال السلام بدعم من قادة في هذه القاعة".

 

كلمة ترامب أمام القادة العرب (أ ف ب).

 

 

وفي كلمته أمام القادة العرب في الرياض، تطرّق ترامب إلى الشأن اللبناني، فقال: "لبنان يحظى بفرصة جديدة مع الرئيس ورئيس الوزراء الجديدَين، ويُمكن للرئيس اللبناني بناء دولة بعيداً من حزب الله". أضاف: "لدى لبنان فرصة للتحرّر من قبضة حزب الله".

 

 

— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) https://twitter.com/AnnaharAr/status/1922590027629940912?ref_src=twsrc%5Etfw

 

 

وحول الشأن السوري، قال ترامب: "ندرس تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، وطلبت رفع العقوبات عن سوريا للسماح لها بالتقدّم والازدهار".

 

كما أعلن أنّه "سنواصل ضمّ المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهيم في المستقبل".

 

كلمة ترامب أمام القادة العرب (أ ف ب).

 

موقف الشرع

 

من جهته، شكر الشرع بن سلمان على جهوده في رفع العقوبات عن سوريا، وقال إنّ "قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا سيُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار وسيفتح صفحة جديدة لإعادة بناء البلاد".

 

وأكد الشرع على ضرورة انسحاب إيران من سوريا، داعياً الشركات الأميركية للاستثمار في النفط والغاز بسوريا.

 

 

لقاء ترامب والشرع على هامش القمة (أ ف ب).

 

وعقب اللقاء الذي جمع ترامب بالشرع في حضور بن سلمان، أفاد البيت الأبيض بأنّ ترامب دعا الشرع إلى الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل، وأبلغه أن لديه فرصة لتحقيق إنجاز تاريخي في سوريا.

 

كما دعا ترامب الرئيس السوري إلى ترحيل الفصائل الفلسطينية التي تصنفها واشنطن إرهابية، وطلب منه مساعدة أميركا في منع عودة تنظيم "داعش"، بحسب البيت الابيض.

 

وطالب الرئيس الأميركي الشرع بـ"تولي مسؤولية" مراكز احتجاز تنظيم داعش في شمال شرق سوريا.

وجاء في بيان للبيت الأبيض أنّ "الرئيس ترامب شجّع الرئيس الشرع على القيام بعمل عظيم للشعب السوري، وحضّه على تولي مسؤولية مراكز احتجاز تنظيم داعش في شمال شرق سوريا" التي تضم آلاف من مقاتلي وأسر التنظيم الجهادي الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل سنوات.

من جهته، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أنّ الاجتماع الثلاثي "إنجاز للشعب السوري".

 

وأضاف في منشور عبر منصة "إكس": "نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين".

بدورها، قالت الخارجية السورية إنّ "لقاء الشرع وترامب بالرياض تناول مكافحة الإرهاب، والقضاء على الميليشيات الأجنبية، وعلى تنظيم داعش والتنظيمات الأخرى".

 

كما أفادت وكالة "واس" الرسمية بأنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شارك في اللقاء هاتفيّاً.

 

لقاء ترامب والشرع بحضور بن سلمان على هامش القمة (أ ف ب).

 

أمير الكويت

 

وفي كلمته خلال القمة، قال أمير الكويت مشعل الجابر أحمد الصباح: "نسعى إلى تحقيق شراكة استراتيجية متينة مع الولايات المتحدة"، مؤكداً أنّ "اجتماع اليوم ينعقد في ظروف بالغة التعقيد تشهد تصاعداً في الأزمات".

 

أضاف: "قصدت في كلمتي وقف النار بين أميركا والسلطة غير الشرعية في اليمن"، مشيداً بـ"قرار الرئيس ترمب من الرياض رفع العقوبات عن سوريا".

 

وأعلن أنّ "موقفنا ثابت في دعم الشعب الفلسطيني، ونتطلع لنجاح مفاوضات وقف النار في غزة".

 

الصورة التذكارية للقادة العرب (أ ف ب).

 

سلطنة عمان

 

أما ممثل سلطان عمان إلى القمة، فاعتبر أنّ "سياسة ترامب الدبلوماسية تسهم في تشجيع الحوار البناء، ونُشجّع الأجواء الإيجابية للحوار بين أميركا وإيران".

 

أضاف: "لا يمكن تحقيق السلام الشامل إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية، ونُقدّر الدور البنّاء للرئيس ترامب في اليمن وعودة الملاحة".

 

من جهته، ثمّن العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة "دور السعودية في طرح مبادرات لنزع فتيل الحروب"، كما ثمّن "إعلان الرئيس ترمب من الرياض رفع العقوبات عن سوريا".

 

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي: "نتطلّع إلى نجاح مفاوضات وقف النار في غزة"، مشيداً بـ"جهود ولي العهد السعودي لمساعدته الشعب السوري".

 

الصورة التذكارية للقادة العرب (أ ف ب).