نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيارة ترامب إلى السعودية: اتفاقيات تجارية تخطت التريليون الدولار والحصة الأكبر للسلاح - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 10:55 صباحاً
في عام 2017، قام الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، بزيارة تاريخية إلى المملكة العربية السعودية، كانت الأولى له خارج الولايات المتحدة منذ تولّيه منصبه. وقد شكلت هذه الزيارة نقطة تحوّل كبيرة في مسار العلاقات السعودية–الأميركية، ليس فقط من الناحية الديبلوماسية، بل على المستويات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية أيضاً.
واليوم، يعيد ترامب احياء أمجاد عام 2017، في تخصيصه أوّل زيارة رسمية خارجية، منذ عودته إلى سدة الرئاسة، للملكة العربية السعودية، والتي وصفها البيت الأبيض بأنها عودة تاريخية للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.
خلفية تاريخية للعلاقات السعودية–الأميركية
تعود جذور العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى أكثر من 90 عاماً، حين تأسّست هذه الشراكة على أسس من التعاون المتبادل في مجالات الطاقة والدفاع والاستثمار. وقد حافظ الطرفان على علاقة ثابتة نسبياً رغم التغيرات الإقليمية والدولية، مما جعل السعودية شريكاً محورياً للولايات المتحدة في منطقة الخليج.
محاور الزيارة وأبرز الاتفاقيات
زيارة ترامب للمملكة شهدت توقيع عدد كبير من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، تنوّعت في المجالات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية. من أبرز هذه النتائج:
1. الاستثمارات المتبادلة
أكد الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة لا تزال الوجهة الأولى للاستثمارات السعودية. وتشير الأرقام إلى أن نحو 25% من الاستثمارات الأجنبية في السعودية مصدرها الولايات المتحدة، كما أن أكثر من 50% من المستثمرين المؤهلين في السوق المالية السعودية هم أميركيون.
2. أكبر صفقة تسليح في التاريخ
تم خلال الزيارة توقيع أكبر صفقة أسلحة في تاريخ العلاقات بين البلدين، بقيمة تجاوزت الـ 142 مليار دولار. تهدف هذه الصفقة إلى تعزيز القدرات الدفاعية السعودية، وتطوير القوات المسلّحة، ونقل جزء من تقنيات التصنيع العسكري إلى داخل المملكة، تماشياً مع أهداف رؤية السعودية 2030.
3. التعاون في مجالات التقنية والطاقة
تضمّنت الاتفاقيات أيضاً تعاوناً في مجالات الطاقة، خاصّة النووية منها، بالإضافة إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والفضاء، والنقل الجوي، والتعدين. كذلك تم التوقيع على مذكرات تفاهم لتطوير مراكز البيانات والبنى التحتية الرقمية في المملكة، مما يمهد الطريق أمام تحول رقميّ واسع في الاقتصاد السعودي.
4. الصناعات العسكرية والتوطين
أحد أبرز أهداف الرؤية السعودية 2030 هو توطين ما لا يقلّ عن 50% من الإنفاق العسكري في داخل المملكة. وقد أظهرت الأرقام أن نسبة التوطين ارتفعت من 19% إلى أكثر من 50% خلال السنوات اللاحقة للزيارة، بدعم من الاتفاقيات العسكرية التي تم توقيعها مع الولايات المتحدة.
5. القطاع الصحي والبحث العلمي
تناولت الزيارة أبعاداً جديدة للتعاون في القطاع الصحي، خصوصاً في مجال البحث الطبي، والصناعات الدوائية، وتطوير البنية التحتية للخدمات الصحية في المملكة.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب (وكالات)
أثر الزيارة على رؤية السعودية 2030
تُعدّ زيارة ترامب دفعة قوية لرؤية السعودية 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2016، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. ومن أبرز الإنجازات التي دعمتها هذه الزيارة:
ارتفاع الصادرات غير النفطية.
جذب استثمارات أميركية ضخمة، أعلن ولي العهد لاحقاً أنها قد تصل إلى 3 تريليونات دولار.
تزايد عدد الشركات الأميركية العاملة في المملكة إلى أكثر من 1300 شركة.
اتخاذ شركات نقل ومؤسسات أميركية كبرى من الرياض مقراً إقليمياً لها.
تحليل استراتيجي
من الناحية الاستراتيجية، يمكن اعتبار هذه الزيارة تأكيداً على التوجه الأميركي نحو تعزيز الحضور في الخليج في ظلّ تنافس القوى العالمية، كما أن المملكة، عبر هذه الشراكة، تسعى لتحقيق استقلالية اقتصادية وتكنولوجية، مع الحفاظ على علاقاتها الأمنية مع حلفائها التقليديين.
الرئيس ترامب استخدم هذه الزيارة لتعزيز صورته كرئيس يدعم الصناعات الأميركية، ويوفر فرص العمل عبر صفقات خارجية ضخمة. أما السعودية، فكانت تبحث عن توسيع نفوذها الإقليمي والدولي عبر تحالفاتها مع القوى الكبرى.
في الختام، جاءت زيارة ترامب إلى السعودية لتؤكّد أن العلاقات بين البلدين تتجاوز الطابع التقليديّ للتحالفات، لتشكّل نموذجاً متكاملاً من التعاون الاقتصادي والأمني والتقني. ولا شكّ في أن مخرجات هذه الزيارة ساهمت في إعادة رسم المشهد الاقتصادي السعودي بما يتماشى مع تطلّعات القيادة السعودية نحو مستقبل أكثر تنوعاً وابتكاراً.
0 تعليق