في قلب قضاء البترون وأكبر ساحاته الانتخابية، شهدت مدينة البترون منافسة، في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة شمال لبنان وعكار، بين لائحتين. 

في مجلس مدينة البترون البلدي 15 مقعدًا تتنافس عليها اللائحتان. الأولى بعنوان "كلّنا للبترون" ويقودها رئيس البلديّة الحالي رجل الأعمال مرسيلينو الحرك، وهو رئيس البلدية منذ منذ 25 عامًا. واللائحة توافقية بين قوى سياسية متناقضة تجمع القوّات اللبنانيّة والتيّار الوطنيّ الحر والكتائب اللبنانيّة وتيار المردة.

في المقابل، لائحة "للبترون وأهلها" برئاسة المحامي ميشال الدغل، وهي لائحة غير مكتملة مؤلفة من 11 مرشحا وتحظى بدعم عائلات. ويقول مشاركون في حملة لائحة "للبترون وأهلها" السياسية إنهم يأملون أن يخرقوا عددا من المقاعد في المجلس البلدي.

رئيس التيار الوطني الحر والنائب جبران باسيل قال لـ"النهار" إن لائحة "كلنا للبترون" لائحة جامعة "وهذا دليل على هدفنا بالتغيير والتطوير وأن أولويتنا هي للبترون"، مؤكدا أيضا على وجوب "تعديل قانون الانتخابات البلدية".

في المدينة 3 مراكز للاقتراع، وعدد الناخبين حوالي الـ5 آلاف. واتسمت الاجواء الانتخابية بالهدوء والانضباط، وسط حضور أمني مكثف ونسبة إقبال غير كثيفة. 

في المدينة نفسها، وتوازيا مع الانتخابات، تعج الشوارع بالزوار من داخل لبنان وخارجه، حيث جاءوا لاستكشاف المدينة وتناول الغداء والتمتع بالطقس الحار والتنزه في سوق البترون والسباحة في بحرها "الرائع".

وتقول شابة لبنانية جاءت من بيروت الى البترون لاستكشاف المدينة لـ"النهار": "هذه زيارتي الثانية الى هنا، لقد سبق وزرتها خلال الليل، أما اليوم فأزورها خلال النهار وتأملت في تفاصيلها ومدى جمالها، أحسست حقا انني سائحة في بلدي".

كما تحدث سائحون فرنسيون لـ"النهار"، وعبروا عن مدى سعادتهم بتواجدهم في المدينة خاصة خلال "يوم مشمس جداً"، وقال السائح الفرنسي رايان: "نحن هنا لاكتشاف الأجواء، الطقس رائع، هذه اول زيارة لنا الى البترون وأنا متشوق لاكتشاف المدينة".

كذلك، قالت سائحة ليتوانية تُدعى ايفا لـ"النهار": "أحببت البترون حقًا، إنه مكان لطيف جدًا ومريح جدًا، هناك العديد من المطاعم، إنه يومي الثاني في لبنان ولكني أحببت حقًا هذه المدينة".

وأفادت عاملة شابة في مقهى وسط المدينة: "مع أنه يوم انتخابات، هناك الكثير من الزحمة في البترون"، وأضافت: "يبدو أن موسم الصيف -ولعان- هنا".

وفي مقهى "ستارباكس"، تقول سيدة من الاشرفية لـ"النهار": "تتمتع البترون بكل المقومات، مطاعم وطبيعة خلابة وبحر رائع ونظيف"، وتتابع رفيقتها: "حتى ولو هناك انتخابات، لم يمنعنا هذا الاستحقاق من المجيء الى هنا، نحب هذه المدينة ونزورها باستمرار".

تُظهر مدينة البترون في هذا السياق الانتخابي حالة من التفاعل بين السياسة والأنشطة السياحية، حيث تتمازج الأجواء الانتخابية مع الحضور السياحي اللافت، مما يعكس حيوية هذه المدينة وجاذبيتها. رغم التنافس بين اللائحتين، يبقى الشغف بالمدينة وتفاصيلها جزءًا من الصورة الأوسع، حيث يتجلى الأمل في التغيير والتطوير لدى العديد من سكان المدينة.