في إطار استراتيجية الدولة المصرية لتعزيز موقعها كمركز عالمي للنقل البحري، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة تطوير الخدمات الملاحية والبحرية في قناة السويس، بما يتماشى مع أعلى معايير الجودة العالمية. جاء ذلك خلال اجتماعه مع الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، والسيد مصطفى الدجيشي، رئيس شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر.

قناة السويس في مواجهة التحديات العالمية

رغم ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية واضطرابات في سلاسل الإمداد، تستمر قناة السويس في إثبات مكانتها كممر محوري في التجارة الدولية. الرئيس السيسي استمع إلى عرض مفصل عن أداء القناة خلال الأشهر الأخيرة، حيث تم التأكيد على استمرارية عمليات الملاحة دون انقطاع، وتوفير خدمات جديدة لزيادة تنافسية القناة.

من أبرز التطورات التي تم استعراضها:

تشغيل القطاع الجنوبي الجديد من القناة منذ فبراير 2025، ما يساهم في تحسين انسيابية الحركة وتقليل زمن العبور. الانتهاء من إنشاء محطة مياه الإسماعيلية بطاقة إنتاجية 180 ألف متر مكعب يوميًا. إدخال وحدات بحرية متطورة للخدمة بهدف تحسين الاستجابة لحالات الطوارئ ودعم السفن العابرة.

توسيع البنية التحتية وتوطين الصناعة البحرية

واحدة من الركائز الأساسية لتطوير القناة تتعلق بتوطين الصناعات البحرية في مصر. وتم خلال الاجتماع بحث خطة بناء القاطرات ومراكب الصيد أعالي البحار باستخدام التكنولوجيا الحديثة. هذا المشروع يهدف إلى دعم منظومة متكاملة تشمل التصنيع، التشغيل، والتغليف السمكي، ما يخلق آلاف فرص العمل ويدعم الأمن الغذائي.

كما تناول الاجتماع آخر تطورات:

أنشطة مركز الأبحاث بهيئة قناة السويس. تقدم أعمال الكباري العائمة الجديدة لربط ضفتي القناة بشكل أسرع. رفع كفاءة مراسي الصيد وتطهير بواغيز بحيرة البردويل لتعزيز الإنتاج السمكي.

تعزيز التواصل مع العملاء الدوليين

في توجيه يعكس الوعي بأهمية الشراكات العالمية، شدد الرئيس السيسي على أهمية تعزيز التواصل المباشر بين هيئة قناة السويس وخطوط الشحن الدولية والمنظمات البحرية الكبرى. الهدف من ذلك هو بناء علاقات استراتيجية مستدامة، خاصة خلال الأزمات الجيوسياسية التي تتطلب تواصلاً فعالًا ومرونة في تقديم الخدمات.

رؤية مصر 2030 وقناة السويس

تطوير قناة السويس يتسق تمامًا مع رؤية مصر 2030، حيث تسعى الحكومة إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لوجستي وصناعي. من خلال تحديث الأسطول البحري، وتبني حلول تقنية متطورة، وإطلاق مشروعات داعمة للبنية التحتية، تواصل قناة السويس دورها الريادي في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الإيرادات.

ويُعد هذا التوجه رسالة قوية تؤكد أن مصر تضع على رأس أولوياتها الحفاظ على ريادة قناة السويس عالميًا، مع التركيز على الابتكار والتوطين والصناعة المحلية.

فرص مستقبلية لقطاع النقل البحري

من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة طفرة في فرص العمل بمجالات بناء السفن وصيانتها، إلى جانب تنامي الطلب على الكفاءات الفنية والهندسية في الموانئ والمرافئ، في ظل توسع المشروعات المرتبطة بالقناة.

كما تسهم هذه الجهود في تقليل الاعتماد على الاستيراد، وزيادة مساهمة القطاع البحري في الناتج المحلي الإجمالي.

خلاصة

بتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسي، تتبنى الدولة المصرية خطة شاملة لتعظيم قدرات قناة السويس، وتطوير بنيتها الملاحية والبحرية على أسس علمية واقتصادية دقيقة. هذه الخطوات تؤكد التزام مصر الكامل بدورها المحوري في التجارة الدولية، وتفتح آفاقًا جديدة للنمو وفرص العمل في قطاع استراتيجي بالغ الأهمية.