في خطوة تعكس تصاعد القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، وجه الاتحاد الأوروبي نداءً عاجلاً إلى إسرائيل يدعوها إلى إنهاء الحصار المفروض على القطاع فوراً. هذا المطلب جاء على خلفية تقارير دولية تؤكد دخول الأوضاع مرحلة حرجة، مع اقتراب كارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب وصف مسؤولين أوروبيين.

مطالب عاجلة من أعلى مستويات الاتحاد الأوروبي

أصدرت كايا كالاس، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، بياناً مشتركاً مع دوبرافكا سويكا، المفوضة لشؤون المتوسط، والمفوضة الأوروبية لحالات الطوارئ، حاجة لحبيب، أكدوا فيه أن الحصار الراهن على غزة هو الأطول في تاريخ القطاع، مشيرين إلى أن استمرار منع دخول المساعدات يمثل تهديداً حقيقياً لحياة السكان.

وتزامن البيان مع تقارير ميدانية من وكالات الأمم المتحدة، أبرزها برنامج الأغذية العالمي ووكالة الأونروا، التي أعلنت عن نفاد المواد الغذائية تماماً، وافتقار ملايين السكان لمياه الشرب، في وقت تنتشر فيه أعمال نهب بسبب انعدام الموارد الأساسية.

مساعدات محتجزة ومعابر مغلقة

وفقاً للبيان، هناك أكثر من 8,000 طن من المساعدات جاهزة على المعابر، تكفي لتغطية احتياجات نحو 2.2 مليون نسمة لثلاثة أشهر. إلا أن استمرار إغلاق المعابر يحول دون وصول هذه الإمدادات، ما يفاقم من خطر الجوع ويزيد الضغط على الخدمات الصحية المتداعية.

الالتزام القانوني لإسرائيل تحت المجهر

شدد الاتحاد الأوروبي على أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال وفقاً للقانون الدولي، ملزمة بتأمين وصول المساعدات إلى المدنيين دون تأخير. واعتبر أن أي تأخير في إيصال الإغاثة يُعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي.

مخاوف من عسكرة المساعدات

أعربت مؤسسات الاتحاد الأوروبي عن رفضها للآلية الجديدة التي أقرها مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في 4 مايو، والتي تنقل مهمة توزيع المساعدات إلى جهات أمنية خاصة بدلاً من الهيئات الإنسانية، مما يتعارض مع مبادئ الإنسانية والحياد والاستقلال التي يجب أن تحكم أي عمل إغاثي.

مقترحات الحل ودعوات للتنفيذ الفوري

دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى قبول آلية الأمم المتحدة التي نص عليها القرار الأممي رقم 2720، والتي تضمن وصول المساعدات بطريقة شفافة وآمنة. وأكد أن الحل يبدأ بإطلاق حوار بنّاء مع المنظمات الإنسانية، والتخلي عن السياسات التي تضع العقبات أمام جهود الإغاثة.

موقف داعم للفلسطينيين على المدى الطويل

في السياق نفسه، أعلن الاتحاد الأوروبي استمرار دعمه للشعب الفلسطيني، كاشفاً عن إيصال أكثر من 3,800 طن من المساعدات عبر جسر جوي منذ عام 2023، بالإضافة إلى أكثر من 450 مليون يورو في شكل مساعدات إنسانية. كما تم الكشف عن برنامج دعم متعدد السنوات تصل قيمته إلى 1.6 مليار يورو، يهدف إلى دعم جهود التعافي في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في غزة.

نحو وقف دائم لإطلاق النار

واختتم البيان الأوروبي بتجديد الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن دون شروط، في خطوة يُنظر إليها على أنها ضرورية لتهيئة بيئة آمنة لاستمرار تدفق المساعدات وبدء جهود الإعمار.

لماذا هذا التحرك مهم الآن؟

تصاعدت التحذيرات الدولية مع دخول الحصار شهره الثالث، وسط شلل شبه كامل في البنية التحتية الصحية، وتفشي سوء التغذية. التحرك الأوروبي في هذا التوقيت يُشكل ضغطاً دبلوماسياً متزايداً على إسرائيل، وقد يدفع باتجاه تغيير في إدارة الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.

خلاصة وتوصيات

الحصار المفروض على غزة يُهدد حياة أكثر من مليوني شخص. الاتحاد الأوروبي يُطالب برفعه فوراً، استناداً إلى القانون الدولي. المساعدات الإنسانية يجب أن تُوزع عبر قنوات محايدة وليس جهات أمنية. هناك حاجة ملحة لتعاون دولي عاجل لوقف الانهيار الكامل للقطاع.